كشف تحقيق أجرته مجلة "دير شبيغل" الألمانية بالتعاون مع "مشروع التغطية الصحفية لأخبار الجريمة المنظمة والفساد"، ومقرّه سراييفو، أنّ "مالك السفينة "روسوس" الّتي جلبت شحنة نترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت يُدعى شارالامبوس مانولي، وهو رجل أعمال قبرصي، وليس الروسي إيغور غريتشوشكين كما كان يُعتقد في السابق".
وبحسب التحقيق، فقد "حافظ مانولي على علاقة مع بنك مرتبط بـ"حزب الله"، يُدعى "إف بي إم إي" التنزاني، الّذي اكتَشف محقّقون أميركيّون في وقت سابق أنّ لديه تاريخًا في عمليّات غسيل أموال لصالح "حزب الله"، مبيّنًا أنّ "التحقيقات تشير إلى أنّ شركة واجهة سورية يشتبه أنّها على صلة ببرنامج الأسلحة الكيميائية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد كانت أحد عملاء هذا البنك".
وأوضحت "دير شبيغل" أنّ "مانولي بذل قصارى جهده لإخفاء ملكيّة السفينة عندما سُئل عن ذلك، حيث ادّعى في البداية أنّ السفينة بيعت إلى غريتشوشكين، وبعدها اعترف أنّ الرجل الروسي حاول فقط شراءها، ثمّ رفض بعدها تقديم أي معلومات أخرى". وذكرت أنّه "تبيّن في النهاية أنّ غريتشوشكين كان قد استأجر السفينة من مانولي، لكن التحقيق توصّل أيضًا إلى أنّ رجل الأعمال القبرصي استمر بإعطاء الأوامر لطاقم السفينة، حيث أصدر لها أوامر مفاجئة بالتوقّف في ميناء بيروت عندما كانت في طريقها من جورجيا إلى موزمبيق".
وأكّدت أنّه "لا يزال من غير الواضح اليوم كميّة نترات الأمونيوم الّتي انفجرت في الرابع من هذا الشهر، لكن مسؤولي مخابرات أوروبيّين يشاركون في التحقيق، يقولون إنّها كانت تتراوح بين 700 و1000 طن"، متسائلةً عن "مصير الجزء الأكبر المتبقّي من نترات الأمونيوم، أين اختفى ولصالح من؟"، مشيرةً إلى أنّ "المحقّقين يحتاجون للإجابة على هذه الأسئلة الّتي تفرض نفسها".