أشار العلامة السيد علي فضل الله في محاضرة عاشورائية أنه "مع بداية كل موسم عاشورائي يطرح السؤال لماذا إحياء هذه المناسبة ولماذا كل هذا الجهد الذي يبذل والأوقات التي تصرف والإمكانات التي تسخر؟ هل هي مجرد للتعبير عن مشاعرنا وعواطفنا أم القضية تتصل بالاستحضار الحي لتاريخ نحتاج إلى أن نتعلم من عبره ودروسه الأشياء الكثيرة"، مبينا "أننا نحتاج أن نستلهم عاشوراء حتى نقتدي بها، لنميز مواقع الحق والباطل ومواطن الصواب والخطأ، حتى نعيد النظر في خطواتنا وأساليبنا وأهدافنا".
ودعا الى أن "ندخل إلى موسم عاشوراء بعقلية العاملين لإصلاح هذا الواقع في مواجهة كل هؤلاء الذين نهبوا البلاد وأثروا على حساب العباد وأوصلوا الوطن إلى الانهيار وليعمل كل واحد منا حسب قدراته وظروفه ودوره"، مؤكدا أن "الفساد والانحراف والباطل والظلم لا يتجزأ"، مشددا على أن "التغيير يبدأ من أنفسنا، أن نغربل أفكارنا وكلماتنا ومواقفنا وتعاملنا مع الآخرين وهذا مدخل الإصلاح".
ورأى "أننا لا زلنا نعيش تداعيات الفتنة المريرة التي عصفت بالبلاد العربية والإسلامية، وحيث في بلدنا من الأيادي الخارجية والداخلية من تريد أن تعبث بوحدتنا الوطنية الإسلامية، أن نواجه كل هؤلاء بأن نؤكد على إنسانية هذه الثورة التي قامت على قيم الإصلاح والحرية والعدالة وأن نشدد على إسلامية هذه الثورة التي قامت على قيم الحق والخير والوحدة لا سيما بعد أن عمل البعض من هذا الفريق ومن ذاك الفريق أن يشوهها بإعطائها بعداً مذهبياً ضيقاً وطابعاً عصبوياً منغلقاً أو باعتبارها نزاعاً سياسياً أو صراعاً على السلطة"، مؤكدا "أهمية الحفاظ على الصورة المشرقة لعاشوراء التي بغيابها سوف يفقد المسلمون قاعدة أساسية من قواعد استنهاض الأمة في معارك النهوض، ومعياراً رسالياً وأخلاقياً حاسماً في مواجهة الانحراف".