لفتت مصادر المعارضة لـ"الجمهورية" الى ان إعلان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بـ"انه غير مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة" أدى إلى خلط أوراق التأليف، وأعاد هذا المسار إلى المربّع الأوّل من زاويتين: زاوية التكليف المتعثِّر، وزاوية تكرار تجربة الحكومة المستقيلة بأن تكون مدعومة حصراً من فريق 8 آذار، لا سيما انّ حزبي "القوات اللبنانية" و"التقدمي الإشتراكي" كانا قد سبقا الحريري في رفض اي تعاون مع الفريق الحاكم".
وأضافت هذه المصادر "انّ خروج الحريري من مربّع التكليف وضع العهد والفريق الداعم له في موقف صعب جداً، لأنّ أي حكومة سيؤلفها لن تحظى بثقة الخارج في ظل مقاطعة ثلاثي المستقبل والقوات والإشتراكي، فيما كل الهدف من الحكومة الجديدة ان تنجح حيث فشلت الحكومة المستقيلة، أي بفك الحصار الخارجي عن لبنان. وبالتالي، لماذا الذهاب إلى تكليف فتأليف طالما انه محكوم على الحكومة العتيدة بالفشل سلفاً في ظل أزمة ثقة خارجية، وأزمة ثقة محلية ومقاطعة سياسية؟".
واشارت الى انّ "الحريري تحدث صراحة في البيان الذي دعا فيه إلى سحب اسمه من التداول عن فرصة دولية للبنان كان يجب التقاطها، محمّلاً مسؤولية تبديدها على العهد من جهة، ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل من جهة أخرى بسبب "إنكار الواقع والتمسّك بمكاسب سلطوية وأحلام شخصية»، فيكون باسيل بذلك قد سَدّد من حيث يدري أو لا يدري ضربة موجعة للثنائي الشيعي الذي كان يعمل على عودة الحريري، باعتباره الوحيد القادر على كسر حاجز المقاطعة العربية والغربية مع لبنان".