أعلن المندوب الدائم لسوريا بمجلس الأمن الدولي السفير بشار الجعفري، انه "على مدى السنوات الماضية، اتسم تعامل بعض حكومات الدول الأعضاء في مجلس الأمن مع الأوضاع الإنسانية في بلادي بالانتقائية الفاضحة، وهي انتقائية تجلت ولا تزال تتجلى بتركيزهم المسيس على مناطق بعينها لحماية فلول التنظيمات الإرهابية التي تسيطر عليها ومنع الجيش العربي السوري وحلفائه من تحريرها من الإرهاب. في الوقت نفسه، تعمدت تلك الحكومات إغفال الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها السوريون في ظل الاحتلالين الأمريكي والتركي لأرجاء من الأراضي السورية وجرائم أدواتهما من ميليشيات انفصالية وتنظيمات إرهابية، وسأركز في بياني هذا على المناطق التي اصطلح على تسميتها في مداولات هذه المجلس بالمناطق الواقعة شمالي شرق سوريا، ويحلو للإدارة الأميركية تسميتها بمناطق شرق الفرات، والتي لم تقتصر معاناتها على ما طالها من جرّاء الممارسات الإجرامية لتنظيم داعش الإرهابي، ولا من جرّاء جرائم "التحالف الدولي" اللاشرعي الذي عاث في المنطقة خراباً ودماراً ومهد للاحتلال ولنهب مقدرات سوريا من نفط وغاز وآثار ومحاصيل زراعية وغيرها، بل تفاقمت معاناة أهلها كماً ونوعاً جرّاء جرائم الاحتلال الأميركي والتركي".
ولفت الجعفري الى ان "قوات الاحتلال التركي وأدواتها من التنظيمات الإرهابية قامت، وبمباركةٍ من الإدارة الأميركية وأدواتها، بقطع ضخ المياه من محطة علوك والآبار المغذية لها لأكثر من 16 مرة ولفترات متفاوتة امتدت آخرها لأكثر من عشرين يوماً، الأمر الذي تسبب في معاناة أهلنا في الحسكة المستمرة حتى الآن من العطش الشديد في ظل ظروف المناخ الحار والتهديدات الصحية المرتبطة بانتشار وباء COVID-19، وكنتُ قد وجهتُ بالنيابة عن حكومة بلادي الكثير من الرسائل الرسمية ذات الصلة إلى مجلسكم هذا وإلى معالي الأمين العام، وللأسف لم نلمس من مجلسكم هذا أي خطوات ملموسة لوقف هذه الجرائم الموصوفة والانتهاكات الجسيمة".