اشار الشيخ أحمد قبلان إلى أن "المبدأ في كربلاء الحسين(ع) هو الإنسان، الإنسان بقداسة حقوقه، بكرامته، بإنسانيته، وهذا ما نطرحه دائماً، ولذا نرفع الصوت عالياً من أجل سلطة عادلة، سلطة ضامنة لحقوق الناس، سلطة لا تنحاز إلا للحق، سلطة من دون صفات، سلطة من دون تقاسم حصص، سلطة بلا سكاكين طائفية، سلطة لكل الناس، سلطة مؤسسات وبرامج بعيداً عن الشخصنة والزبائنية ولعبة المصالح والمتاجرة بالناس عن طريق التحريض الطائفي والمذهبي، وتعميق الشرخ بين اللبنانيين من خلال تخويفهم من بعضهم بعضاً، وهذا ما نعيشه في هذا البلد، وما نشهده يؤكّد أننا نمر بأسوأ مرحلة وأخطرها، وقد تكون مفصلية في تاريخ لبنان واللبنانيين. من هنا نحن ندعو إلى تشكيل حكومة في أقرب وقت ممكن، حكومة إنقاذ قادرة على التواصل مع الشرق والغرب، ولديها من المؤهلات والكفاءات ونزاهة الكف والسيرة ما يمكّنها من تنفيذ برنامج إصلاحي جذري، وقيام دولة حقيقية ومؤسسات فاعلة خارج كل الحسابات الطائفية والمصلحية، لأن المطلوب إنقاذ البلد، وليس هذه الطائفة أو تلك. البلد في خطر داهم والإنقاذ يحتاج إلى رجال دولة، وإلى شجاعة وصراحة في اتخاذ القرارات المصيرية والتاريخية، وعلى القوى الوازنة في البلد أن تتحمّل المسؤولية، فالوقت ضيّق، والبلد لم يعد يحتمل مناورة سياسية من هنا أو هناك، فالكل معنيّ ومسؤول أمام الله والتاريخ والناس، وأي إبطاء في عملية الإنقاذ يعني أننا أمام لعبة الشوارع والدولار والأسعار، وما يستتبع ذلك من فتن وكوارث قد تكون القاضية".
وفي رسالة الجمعة لهذا الأسبوع، طالب المفتي قبلان "بسلطة تجمع ولا تفرّق، سلطة يطمئن لها الجميع وتكون في خدمة الجميع، سلطة لا تخدع الناس ولا تنهبهم ولا تفسد عيشهم، سلطة تصون السلم الأهلي وتعزز الاستقرار وترسّخ العيش المشترك، وتكون جديرة وموثوقة من الداخل والخارج، وتعمل من أجل لبنان الواحد، لبنان التنوّع، لبنان المسلم والمسيحي معياره الإنسان والكفاءة، وليس التبعية ولغة الإملاءات أو الانخراط في الزواريب السياسية الإقليمية والدولية التي تعمل على إسقاط الدولة"... مؤكّداً على أن "المطلوب تسمية رئيس حكومة وطني ضمن مشروع حكومي قوي وضامن، يكون قادراً على تأليف حكومة من دون معوّقات أو عصي في الدواليب، لأن الفراغ مدمّر، والسقوط سيطاول الجميع".
أما بالنسبة لموضوع الاعتداءات الإسرائيلية فقد اعتبر سماحته أن "ما قامت به إسرائيل هو عدوان على لبنان واللبنانيين بكل معنى الكلمة، وليس له أي تفسير أو تبرير، فإسرائيل هي كيان عدواني واستفزازي، وما نشهده يومياً في البر والبحر والجو يؤكّد على أن التعامل مع هكذا عدو لا يكون بالتطبيع، ولا بالتطنيش، بل بالوقوف صفاً واحداً وبإرادة صلبة مع ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، كونها الصيغة المثلى والضمانة الرئيسية والوحيدة والفريدة من نوعها لحماية لبنان وتعزيز كيانه وسيادته واستقلاله".