اعتبر رئيس "الرابطة المارونية" السابق أنطوان قليموس أن "مواقف البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ترتبط بثوابت البطريركية المارونية منذ تأسيس "لبنان الكبير" وصولاً الى اليوم، وهي ليست طارئة أو ظرفية، بل انها طبيعية جدّاً"، مشدداً على أن "الراعي محقّ في كل ما يصدر عنه، لأن فريقاً من مكوّنات الدولة اللّبنانية هو صاحب مشروع دولة عقائدية، دولة ولاية الفقيه، ولا يخفيه أبداً بل يُجاهر به أمام الجميع، ولكن هذا الأمر يتناقض مع الأُسُس التي قام عليها لبنان منذ عام 1920".
وأكد قليموس، في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "البطريركية المارونية لن تقبل هذا المشروع، ولا نحن كعلمانيّين سنقبله، فضلاً عن أن كثيراً من أفرقاء الطوائف الإسلامية لا تقبله أيضاً، ويتوجّب تكوين قوّة ضاغطة من أجل إنتاج الدولة المدنية الفعلية، والدّفع باتّجاه علمنَة النظام والأداء السياسي، وهو ما لا يمسّ بالدين ولا بجوهره ولا بحقوق أي طائفة، بل يجعل لبنان للجميع وليس لفئة "، داعياً أن "تتكودر حول مواقف البطريرك الراعي كلّ القوى في الوطن، مع ضرورة أن يقوم الفريق صاحب مشروع ولاية الفقيه بإعادة النظر في مشروعه، في ما لو كان يريد أن يبقى جزءاً أساسياً من مكوّنات الدولة اللّبنانية"، مشيراً الى ان "الخُبث في التعاطي بين بعضنا البعض كلبنانيين ليس مسموحاً بعد اليوم، ومن المفترض أن نكون واضحين فإخوتنا في الوطن ما كانوا خبثاء عندما عبّروا جهاراً عن مشروع ولاية الفقيه، ولكن الخبث يكمُن بالذين حاولوا تدوير الزوايا واستيعاب مشروعهم العقائدي على حساب النّسيج اللّبناني والدولة اللّبنانية، فيما لا تستقيم الأمور وفق تلك القاعدة".