أكدّ عضو "لجنة الصحة النيابية" النائب فادي علامة، في حديث لـ"النشرة"، أن "الوضع الصحي في لبنان دقيق جدًا، خصوصًا لجهة تفشّي فيروس كورونا"، مُعتبرًا أن "الإجراءات التي إعتمدتها اللجنة المعنيّة لم تُطبّق بشكل دقيق، واليوم لا نلمس أننا في حالة تعبئة عامة، والنتيجة ستكون بتسجيل إصابات مرتفعة".
وأعلن أن "حوالي 10 بالمئة من فحوصات الـPCR التي تُجرى يوميًا تكون نتيجتها إيجابية، وهذا مؤشر على أن الوضع في لبنان صعب، كما أن عدد الوفيات بالفيروس يتضاعف كل 20 يومًا، وقد سبقنا بذلك العديد من الدول كالسعودية والعراق".
ولفت علامة الى أن "العبء على النظام الصحي في تزايد كبير، وإذا لم يتم ضبط الوضع قد نكون أمام تجربة شبيهة بالنموذج الإيطالي"، مُبديًا أسفه لأن "عددًا لا بأس به من اللبنانيين يتصرفون وكأن لا فيروس في البلد"، موضحًا أنه "على الرغم من أن 80 بالمئة من الاصابات قد لا يتطلّب وضعها الصحّي الدخول إلى المستشفى، لكن 20 بالمئة من المصابين يحتاجون إلى دخولها، و4 بالمئة منهم يضطرّون إلى دخول العناية الفائقة، ومع ارتفاع الاعداد ستكون المستشفيات الحكومية والخاصة غير قادرة على استيعاب المرضى".
وردًا على سؤال حول تجيهز المستشفيات الخاصة لمواجهة الفيروس، أوضح علامة أنه "كنائب لنقيب المستشفيات أعيد وأكرّر أن الأزمات التي نعانيها بدءًا من تأخر الدولة في دفع مستحقاتها ووقف التسهيلات التي كانت تحصل عليها في المصارف، مرورًا بإرتفاع أسعار الدولار وتأثيره المباشر في هذا الاطار، وصولًا الى إرتفاع أسعار المستلزمات الطبية حيث يُغطي مصرف لبنان 85 بالمئة من سعرها على أساس الـ1500 ليرة للدولار الواحد".
وتابع علامة: "بالرغم من كل الصعوبات أصبح هناك 500 سرير جاهز في القطاع الخاص موزعة بين مختلف المناطق، و70 بالمئة منها تُستعمل اليوم"، مشيرًا الى أنه "لا يمكن للدولة أن تضع العبء على القطاع الخاص، كما يجب الأخذ بعين الإعتبار مسألة القدرة اللوجستيّة والبشريّة، فليس كل المستشفيات باستطاعتها تأمين مدخل خاص لمرضى كورونا".
وشدّد علامة على أنه "في حال تم رفع الدعم عن الأدوية والمستلزمات الطبية، سنكون أمام أزمة مخيفة على مستوى المستهلك أيّ المواطن اللبناني، والمؤسّسات الإستشفائيّة، ونأمل من مصرف لبنان أن يدرس كما قال الحاكم تأمين مصادر دعم مختلفة".
وفي ملفّ المساعدات، أوضح علامة أن "كل الدول التي تُقدّم مساعدات طبية للبنان مشكورة، وأؤيد فكرة نقيب الأطباء شرف أبو شرف، بضرورة التنسيق مع الجهات الداعمة كي نحصل على ما نحتاجه، خصوصًا في مستلزمات الوقاية من كورونا وأجهزة التنفس الإصطناعي، لأننا قد نصل إلى وقت تمتلئ فيه أقسام العناية الفائقة".
وفي الختام، لفت علامة الى أنه لا يشجع إعادة فتح المدارس في هذه المرحلة، لا سيّما أن التجارب في بلدان أخرى أكدّت تسجيل إصابات عديدة في المدارس منذ الأسبوع الأول لعودة التعليم، مشيرًا الى أنه "ننسق مع وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب، وأكدّ لنا العمل على مشروع فيما يتعلق بالتعليم عن بُعد".