شددت المؤرخة لينا المر نعمه، في حديث تلفزيوني، على أن "لبنان الكبير هو لبنان الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير بينما لبنان الحالي هو لبنان الأوسط"، مؤكدة أنه "ليس جزءاً من أي بلد آخر بل كون نفسه وحده"، مشيرة إلى أن "عمر لبنان مئات السنين".
وأوضحت أن "الدولة اللبنانية المتعددة الطوائف عمرها من أيام فخر الدين"، لافتة إلى أنه "بالرغم من هزيمته، إلا أن الكيان الذي جسده لا يزال موجوداً ولا نزال نتحدث عنه حتى اليوم"، مضيفة: "إعلان دولة لبنان الكبير في العام 1920 لم يأت من فراغ".
وأشارت إلى أن البطريرك الراحل الياس الحويك كان يبلغ من العمر 18 عاماً عندما بدأت عملية سلخ العديد من المناطق عن لبنان، لافتة إلى أن اللبنانيين كانوا دائماً يطالبون بالإستقلال ولم يوافقوا على ما حصل بالنسبة إلى سلخ المناطق، وإستعجال الجنرال غورو إعلان دولة لبنان الكبير كان سببه توقيف جوقة كانت تريد تقديم نفسها لفيصل، من بينها شقيق البطريرك الحويك، وهؤلاء تبين أنهم تلقوا أموالاً من أجل ذلك".
وبيّنت أن "الانكليز كانوا قد وزعوا مناطق شمال لبنان والبقاع للشريف حسين والملك الفيصل، ومناطق الجنوب من دان إلى بئر السبع لفلسطين، والوزير الوحيد في الحكومة البريطانية الذي رفض وعود بلفور كان يهودياً، وهو وصف القرار بأنه ظالم وعنصري وسيعاني منه اليهود وغير اليهود، كما طلب تضمين ضمن الوعد فقرة تؤكد على أنه التطبيق يجب أن يضمن الحقوق المدنية والدينية للمجتمعات الدينية والمدينة.
وأشارت إلى أن الانكليز كانوا يريدون الإتيان بخلافة عربية مركزها بدل الخلافة العثمانية، والشيء الوحيد الذي رفص من مطالب الشريف حسين من جانب الإنكليز كان الحصول على لبنان، حيث أكد المعتمد البريطاني في مصر السير هنري مكماهون له أن اللبنانيين ليسوا من عرق عربي.
وفي حين لفتت إلى ان "إتفاقية سايكس- بيكو لم تطبق"، وكشفت أن "الدبلوماسي البريطاني مارك سايكس كان يحاول، خلال المحادثات، إقناع الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو منح بيروت للعرب، تحت حجة أن المدارس الفرنسية لديها جودة مميزة لكن العرب لن يرسلوا أبناءهم إليها في حال لم تكن بيروت لهم، مشيرة إلى أن جواب بيكو كان أنه لا يتصور أن نوعية المدارس الفرنسية يعطي العرب الحق في بيروت".
وأوضحت أن "الوضع الحالي في لبنان كانت تراه منذ زمن، إلا أنها أشارت إلى أن لبنان سيخرج من الواقع الراهن، لأن في التاريخ هو البلد الذي لا يموت، ووقعنا في العديد من الأزمات وكنا نعود من جديد".