شدد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في رسالة العاشر من المحرم، على أنه "يجب الإسراع بتشكيل حكومة إنقاذ، حكومة غير مرتهنة إلا لمصلحة اللبنانيين، وغير متمسّكة بشرق أو غرب إلا بما يخدم استقرار لبنان ويحصّنه في مواجهة لعبة الإفقار والتجويع، وبدعة الوكالات الحصرية والغرف السوداء المشبوهة"، معتبرا أن "الكل يتعامل مع هذا البلد على طريقة "جوّعه يتبعك"، وهذا أمر خطير وغير مقبول، وهو من مسؤولية الحكومة الجديدة التي ينبغي أن تتصدى لهذا الأمر وتوطّن نفسها على اتخاذ قرارات مصيرية كبيرة بحجم أزمة البلد".
وحذر من "تعامل بعض الدول مع الجمعيات الأهلية على حساب دور الدولة، فتاريخ وكالات التنمية حافل بقيادة الانقلابات وتمزيق قدرة البلدان الداخلية، وبخاصة لبنان، الذي جعلته ساحة صراع ومنصّة رسائل لخدمة الكيان الصهيوني على حساب المنطقة، وبالخصوص لبنان الذي دفع ويدفع الأثمان غالية عن فلسطين، لا بل عن كل العرب، الذين وبكل أسف يهرولون إلى التطبيع ومصالحة هذا العدو الذي يتمادى في احتلاله وعدوانيته، محظياً بدعم غير مسبوق، دولياً وأطلسياً، ويتهددنا يومياً في البر والبحر والجو، ولا من يردعه أو يقول له، كفى إن اللعبة انتهت".
ولفت الى أنه "في مثل هذا اليوم من تاريخ عذابات الأنبياء والأولياء، قام الإمام الحسين مع أهل بيته وأصحابه في كربلاء بمواجهة جيش أموي جرّار، أراد له سيد الشهداء أن يكون لله، وأراد له يزيد أن يكون لأمية وملكيتها. كان شعار الإمام الحسين الحق والإصلاح، وحماية السلطة من فساد الحاكم، وتأكيد قيمة الإنسان كمخلوق لله، له حقوقه الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية والإيمانية، وذلك كحقّ واجب على السلطة. أما شعار يزيد فكان أن الناس جند مسخّرة في خدمة بني أميّة تمّ تكريسها لخدمتها وخدمة مشاريعها"، مضيفا: "في مناسبة يوم تضحيات سيد الشهداء وبكل ما تعنيه عاشوراء الحسين من تضحيات هزّت عالم السماء، نستذكر الإمام القائد السيد موسى الصدر، نستذكره قيمة وقامة وطنية وإنسانية ودينية وأخلاقية، لنؤكّد أن نهجه وفكره وسلوكه كان ولا يزال ضمانة وطن وبلد وإنسان. لذا، نطالب كل القوى الوطنية والإسلامية وكل أحرار العالم، نطالبهم جميعاً بكشف هذه القضية، وجلاء ملابساتها، إكراماً وإجلالاً لتضحيات هذا الإمام الذي قدّم الكثير لهذا البلد ولم يبخل لا على لبنان ولا على اللبنانيين".