تسير الملفات اللبنانية الأساسية بخطى ثابتة نحو الحلول، فبعد انتهاء ملف التجديد لقوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان، والسير بالمقترح الفرنسي الذي يلبي طموح الدولة اللبنانية، يبدو أن الملف الحكومي يسير أيضا باتجاه الحل، بعد الحديث عن شبه اتفاق رباعي ضمّ تيار المستقبل ومعه نادي رؤساء الحكومات السابقين، التيار الوطني الحر، حركة امل وحزب الله، بتسمية سفير لبنان في ألمانيا مصطفى أديب لرئاسة الحكومة المقبلة، وهو الإسم الذي اعلن رؤساء الحكومات السابقين عن تبنّيه رسميا.
تكشف مصادر سياسية مطّلعة على أجواء آخر المفاوضات الحكومية، أن ثلاثة أسماء سنّية وصلت الى المرحلة النهائية بعد ان كانت اللائحة تضم حوالي 7 أسماء صباح الاحد، هي مدعي عام التمييز غسان عويدات، سفير لبنان بألمانيا مصطفى اديب، ومدير عام شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، وهذه الأسماء كانت تحظى بأكملها برضى الفريق الشيعي بشرط أن تصدر التسمية عن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، او عن نادي رؤساء الحكومات السابقين، لان الغطاء الذي يقدمه هذا النادي لإسم رئيس الحكومة المقبلة سيعطيه دفعا داخليا قويا للعمل.
مصادر الفريق الشيعي تؤكد أن الأسماء التي وضعت عليها فيتو، او بالأحرى "الصفات" السياسية التي وضعت الفيتو عليها معروفة من قبل الجميع، وتحديدا تيار المستقبل، وبالتالي لم يكن لديها أي مشكلة بكل إسم آخر يُطرح بشرط ألا يحمل الصفات السياسية المرفوضة، مشددة على أن إسم السفير أديب هو إسم مقبول لرئاسة الحكومة.
وترى المصادر أن أديب هو شخصية وطنية اثبت خلال عمله في سفارة لبنان بألمانيا أنه يعمل للمصلحة العامة، فلم يفرق بين طرف وآخر، وكانت علاقته ممتازة مع المسؤولين الألمان، كاشفة عن علاقاته المميزة أيضا بالدول الاوروبية الكبرى، مشيرة الى أنه استثمر علاقاته هذه منذ فترة عندما أعدّ لوزيرة الدفاع في حكومة تصريف الاعمال زينة عكر، جدول لقاءات مع وزراء الدفاع الاوروبيين في شباط الماضي، يوم زارت برلين للمشاركة بمؤتمر ميونخ.
بالنسبة الى موقف التيار الوطني الحر، فتشير المصادر الى أن رئيس الجمهورية ميشال عون اختار اديب من ضمن الأسماء المطروحة وابلغ الخيار الى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وموقف تكتل "لبنان القوي" يصب في نفس المكان، فالأساس لدى هذا التكتل كان عدم وصول الحريري الى رئاسة الحكومة، والاهتمام بأسماء جديدة قادرة على استعادة الثقة.
وتشير المصادر الى أن اللقاء الديمقراطي ينتمي للرأي الذي يقول بأن المرشح الذي يتبناه الحريري ونادي رؤساء الحكومات السابقين هو المرشح الذي يجب أن يصل الى رئاسة الحكومة، لان تبني هذا الطرف لإسم وقيام قوى سياسية بترشيح غيره يعني الإمعان في التحدي والهيمنة، وهذا ما لن يكون بمصلحة لبنان، مشددة على أن اللقاء الديمقراطي سيسمي أديب في الاستشارات النيابية الملزمة غدا.
القوات اللبنانية ستكون هي كالعادة آخر من يعلن الموقف، وفي هذا السياق تشير المصادر الى انها تتجه للامتناع عن التسمية، وذلك لكي تبقى على موقفها السابق القائل بأن الحكومة من رئيسها الى أعضائها يجب ألا تكون من السياسيين ولا ممن يسميهم السياسيون.
يبدو ان المرحلة الاولى من الإتفاق بالنسبة للحكومة انتهت، لتبدأ يوم غد المرحلة الثانية والتي تتضمن عملية التشكيل واختيار الوزراء، فهل تتم المرحلة الثانية بسرعة لمواكبة التحديات؟.