أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، في كلمة بمناسبة الذكرى 42 لإخفاء الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه، انه "عشية مئوية لبنان الكبير إن أخطر ما كشفته كارثة المرفأ عدا عناصر الدولة الفاشلة هو سقوط هيكل النظام السياسي والإقتصادي بالكامل ولا بد من تغيير في هذا النظام الطائفي فهو علة العلل، وهو الفساد، وهو الحرمان، بل كان السبب والمسبب لعدم تطبيق أكثر من 54 قانونا بل ولمخالفات دستورية لا تعد ولا تحصى، وهو اللاعدالة بل هو اللاإنتماء للبنان الواحد الموحد ولا بد للخلاص منه. وليكن وبأسرع وقت وحجر الزاوية عير وقف الحملات الإعلامية والتراشق الكلامي بين مختلف القوى والشخصيات السياسية وتهذيب الخطاب السياسي والإعلامي الذي انحدر الى مستوى بات يسيء الى سمعة لبنان في الداخل والخارج وبالتالي يسهم في تعميق الإنقسام السياسي والوطني، وكأننا دولة غير قابلة للحياة وغير قابلة للموت، ومن دون شروط مسبقة الإسراع في تشكيل حكومة قوية جامعة للكفاءات تمتلك برنامجا إنقاذيا إصلاحيا محدد بفترة زمنية ورؤية واضحة حول كيفية إعادة إعمار ما تهدم من بيروت، وبالتوازي المباشرة بالإصلاحات الضرورية على المستويات كافة بدءا من الكهرباء الى المالية العامة ومكافحة الهدر والفساد واستعادة الأموال المنهوبة والمهربة".
وجدد بري بإسم كتلة التنمية والتحرير وبإسم حركة أمل، "الدعوة الصادقة لكل القوى السياسية في البرلمان وخارجه في المعارضة والموالاة، وأدعو الجادين والصادقين في الحراك الى ملاقاتنا في منتصف الطريق وتحت سقف المؤسسات التي يجب ان يحترم أدوارها من الجميع الى الحوار حول لبنان نحو الدولة المدنية من العام 1980 وأنا أطالب بهذا، وصياغة قانون إنتخابي خارج القيد الطائفي على قاعدة لبنان دائرة إنتخابية واحدة أو المحافظات الكبرى والإقتراع في اماكن السكن، وإنشاء مجلس للشيوخ تمثل فيه كافة الطوائف وتنحصر صلاحياته بالقضايا المصيرية، وتعزيز إستقلالية القضاء وتطويره وتحصينه، وإقرار ضمان إجتماعي وصحي للجميع وصياغة نظام ضرائبي موحد تكون فيه الضرائب تصاعدية، وهذه العناوين لا نطرحها للمناورة او الهروب الى الامام هي دعوة مفتوحة لمن يريد ان يختبر جدية وصدق حركة أمل وكتلة التنمية والتحرير في رؤيتهما حول مستقبل لبنان وإنسانه وتأمين الشراكة بين الجميع في كل ما يصنع حياة الدولة والمجتمع والإنسان وحفظ وحدته وصيانتها ليحتفل أولادنا وأحفادنا بمئوية أخرى لا بموات، وهذه العناوين سنواكبها دستوريا وتحركا في كل المجالات، وعلى الحركة أن تستخدم حيويتها وتسخر طاقاتها كلها في سبيل إحداث هذا التحول الذي أنادي به منذ الثمانينات".
وشدد بري على انه "واهم ومخطىء وفاقد للبصر والبصيرة السياسية والوطنية من يعتقد في لبنان وخاصة بعض السياسيين، الذين للأسف لم يشعروا بعد، بالترددات الناجمة عن الزلازل التي ضربت ولا تزال تضرب لبنان، شعر بها العالم اجمع من أقصاه الى أقصاه، ولم يشعر بها هؤلاء وبقوا يتصرفون وكان شيئا لم يحصل، ووكأن الوطن لا زال يمتلك فائضا كافيا من الوقت لإستهلاكه وإضاعته وصرفه على المماحكات والمناورات وتصفية الحسابات الشخصية الضيقة وممارسة الدلع والمراهقة والمقامرة والمغامرة بالوطن لتحقيق مكاسب آنية، فالوطن لم يعد يمتلك فائضا من الإستقرار السياسي ولا الإقتصادي ولا المالي ولا فائضا من ثقة المواطن ومن ثقة الخارج ايضا بالدولة وسلطاتها وأدوارها، ألم يقرأوا عن ارتفاع نسبة الفقر 55% حسب تقرير الأسكوا؟ والأخطر ان الوطن للأسف لم يعد يمتلك فائضا من الإستقرار الأمني الذي بدأ يهتز ونحن نسمع ونرى الحوادث المتنقلة من منطقة الى اخرى، حوادث مشبوهة في أمكنتها وتوقيتها ومفتعليها وليس آخرها ما حصل في بلدة كفتون الكورة وفي خلدة، والتي تهدف الى أمر وأدهى، وما كلام الرئيس الفرنسي ماكرون عن حرب أو فتنة داخلية هو كلام عبثي؟ فحذار ثم حذار الإستمرار في هذا الأداء والسلوك السياسيين اللامسؤول، فهو يمثل أرضية خصبة لإعادة استيلاد الفوضى وإيقاظ الشياطين النائمة من الخلايا الإرهابية والتي تتحين الفرصة للإنقضاض على الإستقرار في لبنان والعبث بالوحدة وبالسلم الأهلي، والخوف والقلق على لبنان هذه المرة ليس من الخارج بل من الداخل"، مشيراً الى انه "إذا كان الفساد والإهمال والإستهتار أسبابا مباشرة لكل هذه الأزمات التي نعاني منها وسببا لإنفجار كاد ان يزيل العاصمة عن الوجود، فإن الإستخفاف والحقد والأنانية والكيدية السياسية وانعدام المسؤولية الوطنية والإنكار، كلها قد تكون مسببات تضع لبنان على حافة خطر وجودي... وهو خطر يمكن تفاديه اذا ما أحسن الجميع التقاط اللحظة الدولية والإقليمية والمحلية المتاحة حاليا والتي توفر لها الكثير من الدول الصديقة والعديد من الدول العربية الشقيقة، المناخات الملائمة لتقديم كل مساعدة للبنان واللبنانيين وإنقاذهما من هذه المحنة شريطة ان تكون النوايا صادقة وان نحب للبنان، وان نقدر أهمية هذا الوطن في الموقع والدور بنفس المقدار الذي ينظر إليه العالم وان نحترم طاقات وإبداعات إنسانه وطموحاته بنفس الإحترام والقيمة التي يحترمها العالم".
ودعا بري أبناء أفواج المقاومة اللبنانية أمل ان "يكونوا على أتم الجهوزية والإستعداد من موقعكم كمبتدأ للمقاومة وخبرها لمجابهة اي اعتداء صهيوني على لبنان الى جانب أخوتكم في حزب الله، وموقعكم مواجهة العدو الإسرائيلي على الحدود، ووفي الداخل موقعكم دائما دعاة حوار بالكلمة الطيبة، فممنوع الإنزلاق الى المكان الذي يريد العدو أخذ الوطن إليه"، مبيناً انه بـ"النسبة للوقائع من حولنا أقول بإيجاز، كل ما يحصل في المنطقة والإقليم من سد النهضة الى مأرب الى الجولان الى حصار إيران، هدفه أسرلة فلسطين وتهويد القدس وتمرير صفقة القرن وضم منطقة الأغوار، ففلسطين كانت وستبقى تحتل الأولوية في وجداننا وميثاقنا والقدس تأبى أن تتحرر الا على أيدي المؤمنين".