علّق سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة، على حديث السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، حول أن المقترح الفرنسي بشأن لبنان يخصّ الفرنسيين وحدهم، معتبرًا أن "تصريحها لا يعني وجود خلاف أو تباين أميركي فرنسي، وجُلّ ما أرادت إيصاله أن لا إقتراحًا مشتركًا بينهما، بل على العكس كانت واضحة لجهة حديثها عن شراكة أميركا مع الاوروبيين حيال النظرة تجاه لبنان".
وفي حديث لـ"النشرة"، أوضح طبارة أن "الإختلاف الوحيد بين أميركا وفرنسا هو حول الإهتمامات، إذ أن الأوروبيين بشكل عام والجانب الفرنسي بشكل خاص مهتمون بلبنان خوفًا من قضية النازحين، بحيث أن أي انهيار للبلد قد يدفع بأعداد كبيرة منهم للتوجه إلى أوروبا، بينما الولايات المتحدة تتخوّف من أن تنجرّ إسرائيل إلى حرب في حال تفلتت الأمور في لبنان، وهنا يبدو واضحًا تأكيد واشنطن إستعدادها للمساعدة في المناقشات المتعلّقة بترسيم الحدود البرية والبحرية"، مضيفًا : "يختلف الجانبان الأميركي والفرنسي حول أسباب الإهتمام بلبنان، ويجتمعان حول النتيجة وهي العمل لمنع انهيار البلد، والزيارات لمسؤولين من البلدين الى لبنان ليس للنصيحة بل لتوجيه انذار للمسؤولين مفاده أن انهيار لبنان ممنوع".
وعن تأثير العقوبات الأميركية على الاقتصاد اللبناني مع كثرة الحديث عن إمكانية فرض عقوبات جديدة على حلفاء لحزب الله، أكدّ طبارة أن "السلطات الاميركية أعلنت أكثر من مرة أنها لا تهدف الى التأثير على الاقتصاد، وذلك كان واضحًا منذ الحزمات الاولى للعقوبات حيث أرسلت خلف حاكم مصرف لبنان واجتمعت مع ممثلين للمصارف اللبنانية، والتقت وفودًا نيابية ووزارية لايجاد صيغة تطال ممولي حزب الله دون المساس بالاقتصاد"، معتبرًا أن "الاقتصاد في لبنان يعاني من مشاكل عديدة ولا أعتقد ان العقوبات الاميركية لها التأثير المباشر".
ولفت طبارة الى أن "الولايات المتحدة مهتمة بلبنان بشكل كبير في هذه المرحلة، وزيارة مساعد وزير الخارجية ديفيد شينكر الى بيروت في 2 أيلول هدفها الاساسي متابعة ملف الحدود البرية والبحرية، وأعتقد أن حزب الله يُبدي ليونة ما في هذا الملف".
وتطرّق طبارة الى مسألة حياد لبنان، مشيرًا الى أن "هذا الطرح من الصعب تحقيقه في ظل الواقع الحالي، ولبنان يعيش في منتصف صراع أميركي-إيراني، حيث تسعى ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لجرّ إيران إلى طاولة المفاوضات، في حين تُفضل الأخيرة إنتظار نتائج الإنتخابات الرئاسية في أميركا، فهل سيسمح الجانبان بتحييد لبنان عن هذا الصراع؟ بالطبع لا، وأقول ليتنا نستطيع فرض حيادنا على الجهات المتناحرة"، مؤكدًا أن "مرحلة شدّ الحبال في لبنان ستستمر الى فترة الإنتخابات الاميركية، وما يجب أن نقوم به في سياستنا الخارجية راهناً، هو ان نمشي بين حبيبات المطر لتمرير هذه المرحلة بأقل خسائر ممكنة".