أشار المطران أنطوان نبيل العنداري إلى أنه "في أعقاب زلزال بيروت، وكأن العاصمة والوطن في رؤية نهيوية"، متسائلاً "إلى متى يستمر النزف في قلب لبنان؟ لبنان مهما جار الزمان عليه أرض مقدسة، وليس مرتلا للإرهاب والمجرمين".
وفي عظته خلال قداس في معراب بمناسبة "الذكرى السنوية لشهداء المقاومة اللبنانية"، لفت العنداري إلى أنه يعتبر "الشهداء والضحايا الذين حملوا في اجسادهم آلام موت يسوع، إن شهداء المقاومة اللبنانية وشهداء بيروت وكل لبنان الذين روت دماؤهم هذه الأرض، يصح فيهم ما قاله الشاعر "اخلع نعالك قبل دوس ترابه فتراب لبنان من رفات شبابه".
كما شدد على أن "لبنان مساحة للعيش الحر والكريم، وتأدية الشهادة الصادقة للمسيح والتفاعل السليم. أرض لبنان ليست ملكا نتصرف به على هوانا، هي ارث من الآباء والأجداد نحافظ عليه ونتشبث فيه، نسقيه من دمائنا وعرقنا اعتناءً به ودفاعاً عنه"، منوهاً بأنه "إذا ما تعرضنا من ضيق ومظالم في ارضنا، لا نتركها للآخرين"، مؤكداً أنه "لا للتوطين ولا للنازحين. هذه الضغوطات قد تضطرنا في ظروف معنية لهجرة قسرية في حين، لكن لا بد من توطيد العلاقة الروحية بأرض الأجداد والعودة اليها بل والحج اليها، والارتباط بالمقيمين فيها للعودة للانسان".
ونوه العنداري بأنه "نحن في الذكرى المئوية للبنان الكبير، سائرون على خطى اجدادنا. نعاني اهوال الظلم الاقتصادي والمالي وظلم المافيات الفاسدين وما يستتبعه من جوع المواطنين في ظل جائحة كورونا. ان اشتد علينا الضيق من كل جانب لا ننسحق، نحار في امرنا ولا نيأس، نتحمل صراعات المحاور في حروب الكبار ولكن لا نسقط، ولا يتخلى الله عنا. علمنا المسيح ان كلفة النضال في المحبة باهظة الثمن حتى بذل النفس، واذا كنا نريد حقا بسط السيادة واعادة الأمن والاستقرار في بلادنا، فلنحفظ المصير وليكن ولاءنا للبنان ولنبتعد عن المحاور بالحياد الايجابي والناشط كي نبني للأجيال في الوطن".