يشهد لبنان خلال الأسبوعين الماضيين موجة حرّ شديدة، رفعت معدلات الحرارة لتلامس 38 درجة على الساحل مقارنة بالسنوات الثلاث الماضية، حيث لم تكن ترتفعمعدلات الحرارة عن 31 درجة، وهذا الأمر قد يكون مقدّمة لما يمكن أن يشهده شتاء لبنان لناحية تساقط الأمطار... فهل تحمل هذه الظاهرة دلالات معيّنة؟!.
"عادةً تتراوح معدلات الحرارة في أيلول بين 22 درجة و31.5 وهو المعدل الطبيعيلها في مثل هذا الشهر من العام، ولكن ما نشهده في لبنان منذ 31 آب الماضي يخالف تماماً ما اعتدنا عليه في مثل هذه الأيام"، بحسب ما يؤكد رئيس دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجويّة في مطار بيروت الدولي عبدالرحمن زواوي، الذي يلفت عبر "النشرة" الى أننا شهدنا "على موجتي حرّ خلال أسبوعين، الاولى بدأت في 31 آب وكان مصدرها شمال أفريقيا والثانية التي نشهدها حالياً سببها الكتل الهوائيّة الحارة ومصدرها الخليج العربي".
يشدد زواوي على أن "ما شهده أيلول يعتبر استئنائيا لا نشهده سوى مرّة كلّ ثلاث أو أربع سنوات ولكنها ليست تغييراً مناخياً"، وفي نفس الوقت يتخوّف من أن "تكون درجات الحرارة المرتفعة هذا الشهر كدليل على أن السنة المقبلة لن تحمل معها الكثير من الأمطار، خصوصا مع ملاحظتنا خلال السنوات الثلاث السابقة كانت درجات الحرارة أقلّ من المعدلات الموسميّة خلاف الهذا العام".
"ظاهرة ارتفاع الحرارة في مثل هذه الايام لم نشهدها سابقاً". هنا يشير زواوي الى أن "الثلاثاء والأربعاء سنشهد إنخفاضاً للحرارة التي ستعود وترتفع الخميس"، لافتا الى أن "الموجة ستنحسر على الساحل في 11 أيلول أما على الجبال فستستمر حتى الأحد المقبل، وفي نفس الوقت على الجبال ستكون مرتفعة أكثر من الساحل وهذا الامر سيؤدي الى "خمود" في الكتل الهوائية ما يرفع من نسبة الثلوّث ويؤدي الى حدوث حرائق أيضاً".
بدوره رئيس شعبة العمليات في الدفاع المدني جورج بو موسى يلفت عبر "النشرة" الى أن "مدير العمليات في الدفاع المدني العميد ريمون خطار قام بحجز كل العناصر عبر برقية أرسلها وطلب منهم أن يكونوا على استعداد لمواجهة الحرائق في حال حدوثها، احترازًا من الاحترار الحاصل منذ فترة والّذي يجتاح لبنان منذ أواخر آب الماضي"، لافتا في نفس الوقت أن "الوضع ليس سهلاً، ونعمل بقدر المستطاع عبر عناصرنا على الحدّ من الخسائر، ولكن طبعاً لن نستطيع الغاءها، وقد حدثت بعضها وقمنا بإخمادها"، آملا "ألاّ يحصل المزيد منها، ولكننا مضطرون للتعامل مع كلّ مشكلة على حدىوفقا للمعطيات وقت حدوثها".
في المحصّلة ومع ارتفاع الحرارة بشكل استثنائي تتجه الأنظار الى السنة المقبلة: فهل تصحّ التوقعات بشحّ الأمطار وقلّة المتساقطات؟! أم أن "أيلول سيكون طرفو بالشتي مبلول" حسب المثل الشعبي اللبناني وتتغيّر المعطيات؟!.