أشار مسؤول العلاقات العربية والدولية في "حزب الله" عمار الموسوي إلى أن "العقوبات الأميركية هي اعتداء على لبنان وسيادته، ونظرتنا هذه هي منذ بداية مسلسل العقوبات التي طالت شخصيات في "حزب الله" واليوم حلفاؤهم. هي حرب تشنها الولايات المتحدة والادارات الأميركية المتعاقبة على لبنان والقوى الحية والمقاومة فيه، والتي لديها خيارات قومية ووطنية واضحة"، منوهاً بأنه "اليوم بغض النظر عن الأسباب التي يتذرع بها المعتدي، يجب ان نتعامل معه على انه يهددنا جميعا كلبنانيين دون استثناء، ومن يعتبر ان هذا القرار من شأنه تسهيل مهمة في مكان ما، هو مخطئ، لان نتيجة هذه الخطوات ستكون مزيدا من الضغط على الوضع اللبناني في كل ابعاده".
وأعرب الموسوي، في حديث اذاعي، عن اعتقاده بأن "اميركا بالشرق الاوسط تتبع سياسة اسرائيلية"، موضحاً أن "الأميركيين يريدون محاربة مظاهر الحياة المدنية حتى، تحت عنوان مكافحة الارهاب. الاعتداء هو على سيادة لبنان ويجب ان يكون الرد على هذا المستوى من قبل الجميع. بالنسبة لنا هذا وسام شرف والأمين العام لـ "حزب الله" ذكر في بعض الأوقات انه طالما ان هذه العقوبات تطالنا، نحن نتشرف بذلك، وفي الوقت ذاته نحن جاهزون ومستعدون للمواجهة. اليوم توسيع هذه الحلقة لتصنع تهديدا للاستقرار الداخلي والعلاقات اللبنانية الداخلية والمسارات السياسية سواء بالتهويل على فرقاء اصابتهم وقد تصيبهم العقوبات، كلنا معنيون باتخاذ موقف محدد حيال الخطوات التي بدأت ولن تنتهي فهذا لن يكون القرار الأخير".
كما اكد أنه "اذا كان البعض ينظر لهذه الخطوات على انها تسهل المسارات السياسية بما يتعلق بتشكيل الحكومة او بملفات ورشة الاصلاح واعادة الاعمار، هذه الخطوة ستضفىي المزيد من الضبابية على المشهد"، مشددا على أنه "بهذا المقام ليس المطلوب رد خاص من "حزب الله" سيكون هناك شيء بالتشاور والتعاون والشراكة مع حلفائنا. الرد يجب ان يكون على مستوى وطني، والدولة بمؤسساتها وقياداتها معنية بهذا الأمر".
وأوضح الموسوي أنه "من الطبيعي ان نسمع مواقف تضامنية ومواقف تدين هذا الاعتداء من قبل الجهات اللبنانية، ولكن من المؤسف ان نلحظ شماتة من بعض الافرقاء، وبنظرهم أن هذا يغلّب فريق على آخر بالداخل. الى كل اللبنانيين، كل تعد يصيب جهة في لبنان من قبل جهات خارجية هذا من شأنه ان يضر الساحة الداخلية كل ولن يبقى اي طرف بمنأى عن شظايا هذا الاعتداء"، مفيداً بأن "الأميركيين رغم ادعائهم بأنهم قوى عظمى، لا يمكنهم فهم الآخرين والتعامل نعهم الا على نحو "نرفع عصا أو نقدم جزرة"، لبنان برهن بقواه الحية، "حزب الله" وسائر الحلقاء، هناك قوى لبنانية وازنة واساسية ولها اليوم التمثيل الأكبر بالبلد، لا تقبل هذا المبدأ في التعامل وبناء العلاقات لا هي تصاب بالرعب ولا تهرول خلف الجزرة الاميركية".
ونوه كذلك بأن "من يعتقد ان ما حصل بالأمس شكل ضرب لفريق ومكسب لآخر هو واهم، وعلى اللبنانيين جميعا ان يفوتوا هذه الفرصة على الأقل ومن يعتبر نفسه مستفيد من هذا القرار فليتظاهر بالقليل من الوطنية"، لافتاً إلى أنه "بحسب تقديري الأولي القرار من شأنه عرقلة المبادرة الفرنسية، وقد تضفي تعقيدات على المشهد. جزء كبير من الانهيار الاقتصادي والمعيشي الحاصل هو جزء من هذه العقوبات التي تستهدف كل اللبنانيين تحت عنوان اننا نستهدف فريق المقاومة الموسوم بالإرهاب". وأشار إلى أن "الثنائي الشيعي متمسك بالمالية الموضوع ليس اننا نرفض التسهيل او مبدأ المداورة، لكن دائما كان يحكى عن ان حقيبة المال مرتبطة باتفاق الطائف وعرف كان ساريا، على ان تسند هذه الحقيبة لشخص شيعي باعتبار انها تمثل التوقيع الثالث بالجمهورية، والتمسك من هذه الزاوية لا من زاوية وضع عصي في الدواليب".
بموازاة ذلك، أشار الموسوي إلى انه منذ العام 2009 "العلاقة مستمرة وبوتيرة ثابتة بين الفرنسيين و"حزب الله" وهناك لقاءات متقاربة ونتكلم بصراحة ونستعرض الآراء ونتفق في أماكن ونختلف بأماكن أخرى، ويؤكدون حرصهم على استمرار هذه العلاقة ونحن كذلك. انا المس جدية في التعاطي الفرنسي وفي مقاربة الأمور وهناك اصرار على القول ان هذا التواصل يرعى مباشرة من باريس وهذا سمعته مرارا. نحن كنا نجري مباحثات بالتزامن مع المبادرة مع السفارة ومبعوثقين فرنسيين حول لامبادرة الفرنسية".
وأفاد بأن "الفرنسيين كان لديهم افكار حتى قبل انفجار المرفأ وكنا نناقش في اوقات سابقة ان هناك حاجة للخروج من عنق الزجاجة وهناك مسارات يجب التحرك بها في المواضيع الاصلاحية ومكافحة الفساد، وفي مكان ما، الفرنسيون يرون "حزب الله" عامل ايجابي في مكافحة الفساد، فضلا عن ان الحزب غير منخرط في الفساد وهذا قالوه هم يعتبرون انه من الممكن ان يلعب دور ايجابي بمكافحة الفساد، وماكرون في لقاء جانبي مع رعد قال "نحن نعول عليكم" وهو يقصد هذا الجانب، وفي اللقاء الثاني مع ماكرون رعد قال اننا نتفق بـ 90% مع الورقة الفرنسية".