أشار رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي الى أن "المشكلة الأساسية التي تواجه القطاع الصحي في لبنان تعود الى وضعنا الإقتصادي المُتعَب. فنحن لسنا دولة ذات إمكانات إقتصادية كبيرة، ولذلك نحذّر دائماً، ونطالب بالتزام الجميع بالإرشادات الوقائية، رغم أن الدولة لم تتشدّد في فرض عقوبات على كلّ المستهترين، ولا سيّما على صعيد عدم ارتداء الكمّامات".
ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى "أننا اقتربنا من فصل الخريف، وهو موسم الإنفلونزا الموسمية، والـ H1N1، بموازاة تفشّي فيروس كورونا هذا العام، مع تسجيل إصابات يومية مرتفعة، وهو ما سيجعل الحابل يختلط بالنابل، لأنه يصعُب في تلك الظروف التمييز بين الحالات، وهو ما سيرفع الحاجة كثيراً الى إجراء المزيد من الفحوص الطبيّة".
واعتبر عراجي أنه "سيزداد الإرباك، خصوصاً أن اختلاط الإنفلونزا الموسمية وH1N1 و"كوفيد - 19" في موسم الخريف، يعرّض الناس أكثر للإصابة بالإلتهابات الرئوية، ولا سيّما كبار السنّ منهم، إذ إن قابلية الإصابة بها ترتفع خلال الخريف أكثر من الفترات الأخرى في السنة، يظهر دائماً في تاريخ الفيروسات، أن موجة ثانية منها تحصل في الخريف. ولذلك، يزداد خوفنا ممّا يُمكنه أن يحصل وبائياً خلال الخريف القادم، إذا زادت الإصابات أكثر، وهو ما سيرفع إمكانية زيادة نسبة الوفيات أيضاً، لا سيّما أنها زادت كثيراً منذ آب الماضي".
وأكد عراجي "اننا نحتاج الى وعي الفرد والمجتمع والدولة عموماً، للنّجاح في الصراع مع الأوبئة. وهنا، نعود الى التذكير بأن الدولة لم تتشدّد بفرض الغرامات على المخالفين والمستهترين، بموازاة استمرار المناسبات الإجتماعية في شكل اعتيادي، وعلى نطاق واسع، وبلا حفاظ على شروط التباعُد الإجتماعي والوقاية الضّرورية بالكامل، يعتمد التعقيم في النّهاية على ثقافة الفرد، وهذه الأمور تعتمد على الثقافة الشخصية في شكل رئيسي".
ورأى أنه "ربما يساهم الوضع الإقتصادي والنفسي المُتعَب للناس في الإستهتار، بموازاة الكوارث المتلاحقة التي تحصل في البلد. ولكن هذا خطأ كبير، ويزيد الطين بلّة، ويُضيف المشاكل الصحية في البلد الى مشاكل باقي القطاعات، لا سيما أن القطاع الطبي على شفير الإنهيار، وإصابات يوميّة تسجّل في صفوف العاملين في الجسم الطبي والتمريضي، وهي باتت تتجاوز الـ 740 إصابة، منذ 21 شباط الماضي وحتى اليوم. ولكن في النهاية، ولا بدّ من اعتماد ثقافة الوعي والوقاية، من أجل خير الجميع".