أشار عضو كتلة "الوسط المستقل" النائب علي درويش الى أن "العقبات أمام تشكيل الحكومة تتمثّل بعدّة نقاط، ومنها عقدة وزارة المالية، ومسألة المداورة في الوزارات"، لافتًا الى أنه "للمرة الأولى لا يقوم رئيس الحكومة المكلّف بالتواصل مع رؤساء الكتل النيابية في مرحلة التأليف، وهذا الأمر له حسناته لجهة إضفاء نوع من الإستقلالية على الحكومة العتيدة، ومن ناحية ثانية هناك معبر سياسي إلزامي له علاقة بالتوازنات، ننتظر لنرى مداه في ظل المبادرة الفرنسية التي أخذت على عاتقها تذليل الصعاب وتوجيه البوصلة بحيث يتم الوصول الى حكومة متوازنة تتلاءم مع الجو العام".
وعن رفض بعض القوى السياسية لخلق أعراف جديدة في مسألة تشكيل الحكومة، إعتبر درويش أن "هذه المرحلة إستثنائية ولا شك حول دور الكتل السياسيّة وحضورها، وفي النهاية هي من ستمنح الثقة للحكومة، ولكن يجب الّا ننسى أن المبادرة الفرنسية أتت نتيجة التراكمات الموجودة، والتي أدّت الى الفشل ممّا فتح المجال لقوى خارجية أن تتدخّل بشكل مباشر"، مؤكدًا أن "ما يقوم به أديب بمعنى الهامش الإستقلالي الذي يتمتّع به لا يتعارض مع الدستور، وقد يكون عُرفًا ايجابيًا يساهم في إستقلالية الوزراء بحيث لا تكون الشخصيات الوزارية مكبّلة بقيود سياسية".
وشدّد على أن "لا مصلحة لأحد في لبنان بفشل المبادرة الفرنسية، لأن السيناريوهات البديلة ستكون أصعب وقد تفتح أبواب سلبية على البلد، ويجب أن نبقى على حذر لأن لبنان وبكل أسف أصبح مرتبطًا بعدّة ملفات دولية وإقليمية والمفاجآت واردة، وأعتقد أن المبادرة لا تزال قائمة مع بعض الإضافات في موضوع المهل الزمنية".
وتعليقًا على العمليّة الأمنية في جبل البداوي والتي أدّت إلى إستشهاد 4 عسكريين من الجيش اللبناني، إعتبر درويش أنه "مرة جديدة تقدّم المؤسّسة العسكرية الشهداء لحماية لبنان من الإرهاب، واذ نُعزّي قيادة الجيش نؤكّد أيضًا دعمنا لخطواتها الحاسمة في ضرب الأيادي العابثة بالأمن، ونشدّد على ضرورة الإلتفاف حول هذه المؤسّسة الجامعة التي تشكّل درع الوطن في وجه الفتن والارهاب".
وأكد درويش أن "الجو العام في طرابلس ينبذ الإرهاب وهو ظهير للجيش اللبناني، ولكن في هذه المرحلة الصعبة التي يعيشها لبنان قد يحصل إستغلال لبعض العناصر المتفلّتة وقد تأخذ طابعًا متطرفًا، وما حصل في كفتون وأمس في جبل البداوي ورغم الخسارة الكبيرة التي تلقيناها الّا أن القضاء على الخليّة الارهابيّة هو مؤشّر جيد لدور الجيش اللبناني وحضوره، وأنه لا يزال هناك مؤسّسات قادرة على ضبط الوضع".
وردًا على سؤال حول المجموعات التي تسلك البحر هربًا من الوضع الإقتصادي الصعب في طرابلس ومسؤولية القوى السياسية المدنية، أكدّ درويش "أنّنا كفريق سياسي لم نتنصّل في يوم من الأيام من مسؤولياتنا تجاه أهلنا، وهناك مؤسّسات تقوم بدور كبير على أكثر من مستوى، ولكن في نهاية المطاف حجم الأزمة في لبنان عمومًا وطرابلس خصوصًا أكبر من الجميع، وبصراحة مُطلقة إن مشهد الأشخاص الذين يهربون في البحر رغم المخاطر مُخزٍ، وهو يعبّر عن وضع لبنان الإقتصادي، كما أن طرابلس تعاني من أزمة حرمان وبطالة مُزمنة"، مشدّدًا على أن "الأزمة الإقتصادية التي يعانيها لبنان بحاجة إلى مقاربة على مستوى الدولة ككلّ".