سقطت امس كل المحاولات لتمرير حكومة بلا "الثنائي الشيعي" او بفرض اسماء شيعية من "مكان ما" على "الثنائي" بالاضافة الى اعتماد المداورة لانتزاع وزارة المال من الطائفة الشيعية. كما سقطت كل محاولات التهويل بحكومة "أمر واقع" او "بمن حضر"، لكونها خارج التركيبة اللبنانية والزمان والمكان والدستور والميثاقية وستولد ميتة.
وتقول اوساط بازرة في تحالف "حركة امل" و"حزب الله" ان الفريق الداخلي والذي سّوق لاسم مصطفى أديب واول من اعلن تسميته رسمياً، كان يعتقد ان بإمكانه ان يقدم خدمات للاميركيين والفرنسيين وان يُحصّل تنازلات سياسية بإبتسامة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون او بتهويل منه بفرض عقوبات، اي كسر الطائفة الشيعية وتحصيل تنازلات الواحدة تلو الأخرى تحت حجة تسهيل مبادرة ماكرون وعدم عرقلتها وابداء ايجابية.
وتشير الى ان تمسك الرئيس نبيه بري و"حزب الله" بالميثاقية الشيعية وبوزارة المال والتي ثبتت كعرف خلال مداولات الطائف. وتؤكد ان هناك نقزة كبيرة من "الثنائي الشيعي" من كل هذا الفريق اللبناني من الرئيس سعد الحريري الى الرؤساء السابقين للحكومات اذ بينت الوقائع ان نوايا التشفي والثأر هي الغالبة وليس مصلحة لبنان. وكان يعتقد هذا الفريق وفق الاوساط ان بإمكانه كسر الطائفة الشيعية وفرض تنازلات متدحرجة.
وتؤكد الاوساط ان كل ما حدث في اليومين الماضيين صار وراءنا ولا زال "الثنائي الشيعي" على موقفه، لن يشارك في حكومة لا تكون فيها وزارة المال للثنائي والرئيس بري يسمي من يشغلها كما يسمون من سيتولى الحقائب الشيعية الاخرى.
وتشير الى ان لقاء بعبدا أمس بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف مصطفى أديب ثبت 4 امور اساسية: اولاً نصح عون أديب بتغيير نمط التعاطي مع الكتل والاتصال بها والتشاور معها للاتفاق على حكومة يكتب لها نيل الثقة وممارسة مهمة الانقاذ. فبلا الكتل لا ثقة نيابية وبلا ثقة نيابية لن تكون هناك حكومة متكاملة.
ثانياً: سيباشر عون اتصالاته ولقاءاته مع رؤساء الكتل النيابية والتي بدأها امس مع بعض اللقاءات وذلك للتشاور في الملف الحكومي، وهي مهمة اذا ما تلكأ الرئيس المكلف عن التشاور مع الكتل المعنية.
ثالثاً: تم الاتفاق على حكومة اختصاصيين غير حزبيين من 18 وزيراً .
رابعاً: تمسك الطائفة الشيعية بوزارة المال وغير ذلك لن يمنح "الثنائي" الثقة لاي حكومة مشابهة ولن يدعمها كما أكد "الثنائي" ان التهويل بالمثالثة ، عبر المطالبة بالتوقيع الثالث سقط اذ ستكون الحكومة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين ،سقط وهو تجن سياسي.
وتشير الاوساط الى ان اديب لم يفصح عن المدة الزمنية لاتصاله بالكتل، وعون نصحه بالتريث وبمزيد من دراسة الامور وعدم حشر نفسه في التزامات او تعهدات مسبقة مع أحد.
وتكشف الاوساط الى ان البعض لم يفهم الفرق بين المرونة والليونة فالمرونة التي ابداها "الثنائي" خلال المشاورات مع الجانب الفرنسي وتأييد هذه المبادرة بإعتبارها انقاذية ولانتشال البلد من مأزقه الاقتصادي ولا سيما بعد إنفجار المرفأ، فالمرونة هي التسهيل والايجابية اما الليونة فيعني العصر والكسر وهذا لن يمر.
وتؤكد الاوساط ان كل الاجواء الحالية توحي بعودة الامور الى المربع الاول اي الى استشارات جديدة مع عدم الالتزام بمهلة زمنية محددة ومن دون عنتريات او تمنيات او مغامرات غير محسوبة.
ففي النهاية الحكومة تعبر عن المكونات الاساسية في البلد، وهناك انتخابات نيابية افرزت اكثرية نيابية، وهناك اكثرية شعبية تؤيدها فكيف تشكل حكومة "غصب" عنها ولا رأي فيها ولا تعبر عن الواقع الحقيقي والسياسي في البلد.
وهناك الكثير من الطاقات غير الحزبية والناجحة في مجالها ولكن لها رأي او توجه سياسي وتؤيد فريق او طرف من دون الانتساب الرسمي لاي فريق، فهذه الفئة من اصحاب الاختصاصات لها ايضاً حضورها ووقعها الوطني ولو كان غير سياسياً او حزبياً.