أسف رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله أبي نصر للإشكال الذي وقع ليل أمس في منطقة الجديدة ‐ المتن، بين مناصرين للقوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ، ورأى فيه مؤشرًا خطيرًا قد يؤدّي إلى تأجيج الوضع في الشارع المسيحي في هذا التّوقيت الصعب الذي تصيب تداعياته جميع اللّبنانيين في ظلّ الوضع الإقتصادي الصعب والإنهيار المالي الخطير وتداعيات انفجار المرفأ الذي نالت الأحياء والمناطق المسيحية منه النصيب الأوفر.
وناشد رئيس الرابطة الجانبان بوجوب الإحتكام إلى المنطق والتزام الهدوء، والإستعبار من أحداث الماضي، لأنّ أيّ صدام هذه المرّة بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ ممنوع، مذكرا بالعهد الذي وقعه كلًّا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات سمير جعجع، والقيادات المارونية في أيار 1992 في إطار وثيقة أعدّتها لجنة مصالحة مارونية بدعم وبركة البطريرك الراحل المثلث الرحمة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، والتي ورد في بندها الثالث ما حرفيته:"استعمال السلاح بين الموارنة ممنوع منعا باتًا ، وحجب الدم بينهم هو عهد شرف".
وتابع :"إنّ الرابطة المارونية تعلن جهارًا أنّ أيّ قطرة دم تسقط من أيّ لبناني، ومسيحي وماروني، في غير موقعها، هي مشروع فتنة، لأنّها أغلى من أيّ مكسب سياسي يحقّقه هذا الفريق أو ذاك على حساب الفريق الآخر. لذلك ينبغي التزام الهدوء، وترشيد لغة التخاطب السياسي، والكفّ عن نهج التحدّي وتبادل الإتهامات، لأنّ ذلك يزيد الأزمة القائمة التي تهدّد سلبياتها الجميع ، تعقيدًا".
وناشدت الرابطة المارونية قيادات الطائفة المارونية وعقلاءها، ومرجعياتها ، وفي مقدّمها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، إلى التّكاتف والعمل على تطويق ما حصل من إشكالات بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ منعًا لتفاقمها في الأيام الطالعة. وليعلم الجميع أنّ الإحتكام الى العنف لحلّ الخلافات بين المسيحيين، ممنوع.