منح الفرنسيون مهلة 15 يوماً للمسؤولين في لبنان لتشكيل الحكومة. وبعد عدم تواصل رئيس الحكومة المكلف مصطفى اديب مع الكتل النيابية خلال المهلة، وحرصاً منه على ولادة الحكومة وسعياً لاستمزاج الآراء بدأ رئيس الجمهورية ميشال عون مشاورات مع رؤساء الكتل النيابية.
وعلى مدى يومين التقى رئيس الجمهورية ميشال عون عن التكتل الوطني النائب فريد الخازن، رئيس الكتلة القومية الاجتماعية اسعد حردان، عن اللقاء التشاوري النائب فيصل كرامي، رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل، عن كتلة المستقبل النائب سمير الجسر، رئيس كتلة الوسط المستقل النائب نجيب ميقاتي، عن كتلة ضمانة الجبل النائب طلال ارسلان، رئيس كتلة نواب الارمن النائب هاغوب بقرادونيان، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، النائبين علي حسن خليل ومحمد خواجة عن كتلة التنمية والتحرير.
وركزت المشاورات، بحسب المصادر على "وجهة نظر الكتل النيابية في مواضيع ثلاثة وهي مداورة الحقائب، تسمية الوزراء ومسألة حصول كل وزير على حقيبة أو حقيبتين"، لافتة عبر "النشرة" الى أن "أغلب الكتل وافقت على المداورة بالحقائب باستثناء الثنائي الشيعي وتحديدا كتلة التنمية والتحرير التي أكدت تمسكها بوزارة المالية"، كذلك أشارت المصادر الى أن "الرئيس عون طيلة فترة المشاورات كان مستمعاً فقط مع العلم أن موقفه بات معروفا لناحية أنه يفضل أن يكون لكل وزير حقيبة وأنه مع المداورة في الحقاىب".
كذلك عادت المصادر الى الكلام الذي خرج مؤخرا الى العلن ينتقد رئيس الجمهورية ميشال عون للدعوة الى المشاورات وعدم دستورية هذه الخطوة، وفي هذا السياق اكدت المصادر أن "عون رأى أن من واجباته أن يجري هذه المشاورات"، معتبرة أنها "ليست الازمة الأولى التي يعتمد فيها الرئيس عون على المشاورات مع الافرقاء السياسيين، ومن يقول أن هذه المشاورات مخالفة للدستور هو يتحدث من منطلق سياسي بعضه عن جهل وبعضه الاخر ينبع عن رغبة "بالحرتقة" السياسية".
واضافت المصادر: "الرئيس ميشال عون فريق أساسي في تشكيل الحكومة ولديه هاجس أن تنجح وأولى عوامل نجاحها هي حصولها على الثقة في مجلس النواب"، مؤكدة أنه "عمد الى اجراء هذه المشاورات بهدف تكوين صورة تصب في خانة تشكيل الحكومة ضمن نطاق الدستور"، مختتمة بالقول " الرئيس ميشال عون سيقيم الاجابات التي حصل عليها ليبني على الشيء مقتضاه".
اذا أنهى الرئيس ميشال عون مشاوراته النيابية ومن المتوقع أن يلتقي رئيس الحكومة المكلف مصطفى اديب إما اليوم أو غداً، ليبقى الاهمّ: "هل يعيد الرئيس عون تشكيل الحكومة الى مسارها الصحيح وينقذها باخراجها من "عنق الزجاجة" وبالتالي ينقذ المبادرة الفرنسية؟ أم يفاجئ أديب الجميع ويلجأ الى الاعتذار؟!.