علّق الوزير السابق غسان عطالله، على الإشكال الذي حصل أمام المقر العام للتيار الوطني الحر في ميرنا الشالوحي، مؤكدًا أنه "نتيجة تراكمات وإستعدادت مسبقة حضرّت لها القوات اللبنانية، والخطاب الأخير لرئيس الحزب سمير جعجع كان بمثابة الإشارة للإنطلاق بالتحركات الميدانية خارج إطار الثورة".
وفي حديث لـ"النشرة"، لفت عطالله الى أن "القوات تلطّت بالثورة في جلّ الديب والذوق وغيرها، وأظهرت مواهبها في قطع الطرقات وكيل الشتائم، وإستقطبت بعض وجوه المجتمع المدني على نفس الموجة، ولكن في نهاية المطاف انكشفت الأمور وظهرت ثورة الأحزاب بمفردها بعد أن تركها الحراك الحقيقي، مع العلم أن القوات لم تقدّم أي مشروع إنقاذي بل عملت طيلة الفترة الماضية على عرقلة مشاريع التيار وركّزت هجمومها على رئيس الجمهورية".
وكشف عطالله أنه "من خلال متابعتنا لنواب القوات ومناصريهم على مواقع التواصل الاجتماعي، كان واضحًا أنهم بدأوا بالتحضير للإعتداء على التيار منذ حوالي 10 أيام، وقد استخدموا أبشع أنواع التحريض والهجوم، كما عمِلوا على تحركات استفزازيّة في الشارع، وعلى ما يبدو أن الحضور القوي للتيار يوم السبت في محيط قصر بعبدا أزعجهم".
وشدّد عطالله على أن "نواب القوات إستغلّوا القداديس التي أُقيمت في ذكرى إستشهاد الرئيس بشير الجميل للتجييش من خلال الخطابات والمسيرات الإستفزازيّة، وكان آخرها أمام المقر في ميرنا الشالوحي"، معتبرًا أنه "بات واضحًا وجود مدرستين: الأولى يُمثّلها الوطني الحر وعنوانها الدولة والمؤسّسات والقانون، والثانية تمثلها القوات وترتكز على العداء للآخر والإنعزال والعنف والميليشيا".
ورفض عطالله وضع ما حصل مساء الإثنين في إطار الحادث العفوي، مؤكدًا أن "القوات اللبنانية لا تقوم بأحداث فردية، بل دائما كانت تعمل ضمن مشاريع تتقاضى مقابلها الأموال، فمن وضع النفايات السامّة في بلده وبين أهله من أجل حفنة من المال ليس بعيدًا عنه أن يكون أداة بيد القوى الخارجية لتغيير قواعد اللعبة في لبنان"، مشيرًا الى أن "المطلوب اليوم كسر التيار الوطني الحر بهدف إضعاف المقاومة وأخذ البلد إلى المجهول".
وردًا على سؤال، شدّد عطالله على أن "العلاقة بين التيار وحزب الله إستراتيجيّة ومن المستحيل أن تصل إلى خلاف كبير، والاختلاف مع الحزب يقتصر على بعض الملفّات الداخلية"، مشيرًا الى أنه "رغم معرفتنا بالمسؤوليات الملقاة على عاتق الحزب كنا نتمنّى لو سار معنا في الملفات الداخليّة كما وعدنا في مرحلة ما قبل الانتخابات النيابية، ولكن نتيجة الظروف حصل بعض التراجع، واللوم في هذا الموضوع هو على قدر المحبة".
وعن الإتّهامات التي توجّه للتيار بتغطية "السلاح غير الشرعي" والتحريض عليه في الشارع المسيحي، اعتبر عطالله أن "القوات قد تعتبر أن السلاح الشرعي الوحيد هو الذي يأتي من إسرائيل، بينما من جهتنا مفهوم السيادة لا يتجزأ ونحن ضد أي دولة تدخل أو تعتدي على بلدنا حتى لو كانت شقيقة".
وشدّد على أن "حزب الله لبناني وصوّت له أكثر من 300 ألف ناخب في الانتخابات الأخيرة، وهو ممثّل بالحكومة ومجلس النواب، والسلاح الذي يقاتل اسرائيل إكتسب شرعيته من الدولة اللبنانية منذ أيام رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، أما السلاح المتفلّت هو ما يجب ضبطه وبعضه موجود لدى القوات، وحبّذا لو سمعناهم يتحدثون عن السلاح الفلسطيني بدل الهجوم على سلاح المقاومة الذي يدافع عن لبنان في ظلّ الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة".