شدد منسق مكافحة الإرهاب في الخارجية الاميركية ناثان سيلز، على أن "حزب الله يشكل تهديدا لأوروبا والآن نرى دول أوروبية عديدة من بينها المملكة المتحدة، ألمانيا، ليتوانيا وصربيا، تقوم بتصنيف الحزب كمنظمة إرهابية بعدما شعروا بالتهديد الذي يمثله "حزب الله" عليها"، مذكرا أن "الولايات المتحدة الأميركية لطالما صنفت حزب الله كمنظمة إرهابية ونشجع ونحث المزيد من الدول على القيام بالمثل وعلى عدم الفصل بين الجناحين السياسي والعسكري في الحزب"، كاشفا أنه "منذ عام 2012 أي على مدى 8 سنوات، أنشأ حزب الله مخابئ نترات الأمونيوم في جميع أنحاء أوروبا عن طريق نقل مجموعات الإسعافات الأولية التي تحتوي عبواتها الباردة على المادة، ومثل هذه المخابئ قد تم نقلها عبر بلجيكا إلى فرنسا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا، كما تم اكتشاف أو تدمير مخابئ كبيرة لنترات الأمونيوم في فرنسا واليونان وإيطاليا ولدينا سبب للاعتقاد بأن هذا النشاط لا يزال قيد التنفيذ".
وفي إيجاز صحفي شاركت به "النشرة"، أوضح سيلز أنه "اعتبارا من عام 2018، كانت مخابئ نترات الأمونيوم لا تزال مشتبه بها في جميع أنحاء أوروبا، في اليونان وإيطاليا وإسبانيا. ولهذا السبب نستمر في اعتبار حزب الله تهديدا، ليس فقط للولايات المتحدة ولكن لحلفائنا الأوروبيين أيضا. وهذا هو السبب في أننا نجدد دعوتنا لمزيد من الدول لتصنيف حزب الله بالكامل على أنه إرهابي، وندعو الاتحاد الأوروبي لتوسيع تصنيفه لعام 2013 لما يسمى بالجناح العسكري للوصول إلى المنظمة بأكملها".
ولفت سيلز الى "أننا نعلم أن حزب الله قد خزن كميات هائلة من نترات الأمونيوم في جميع أنحاء أوروبا بما في ذلك المملكة المتحدة واليونان وفرنسا وإيطاليا وعدد من البلدان الأخرى. ورأينا القوة التدميرية الحقيقية لنترات الأمونيوم في إنفجار المرفأ، لهذا السبب دعت الولايات المتحدة إلى إجراء تحقيق كامل ومفتوح وشفاف وشامل في الانفجار ونأمل أن نرى نتائج ذلك قريبا"، مؤكدا أن "حزب الله ليس الحل للبنان، بل هو سبب الأزمة، وهو قام بإثراء نفسه على حساب الشعب اللبناني. كما أنه ليس منظمة سياسية بل منظمة إرهابية تعمل على سفك الدماء بطلب إيراني".
وأشار الى أن "عددا من الدول الأوروبية، مثل المملكة المتحدة وألمانيا، تشاركنا وجهة نظرنا بأن حزب الله هو منظمة إرهابية. عندما يتعلق الأمر بفرنسا وأهدافنا في لبنان، أعتقد أن فرنسا والولايات المتحدة تشتركان في نفس الهدف. نريد جميعا أن نرى لبنان ذا سيادة ومزدهر ومستقر. في الوقت نفسه، أعتقد أنه يتعين علينا أن ندرك أن لدينا بعض الخلافات الجوهرية حول أفضل السبل لتحقيق هذا الهدف"، مشددا على "أننا لا نعتقد أنه من المفيد التعامل مع حزب الله وكأنه لاعب سياسي شرعي، فهذا الأمر لا يؤدي إلا إلى إضفاء الشرعية على ما هو في الواقع منظمة إرهابية. بدلاً من ذلك، يتمثل النهج الأميركي في التعامل مع الأجهزة الشرعية للدولة اللبنانية، بما في ذلك تقديم مساعدة مكثفة لتلك الكيانات على أمل أن تتمكن الدولة اللبنانية من الوقوف بقوة وتزدهر دون تدخل حزب الله"، مبينا أن "إعلان وزارة الخزانة الأميركية اليوم فرض عقوبات على شركتين لبنانيتين وعلى أحد الأفراد يهدف الى تسليط الضوء على أن "حزب الله" يستغل الدولة من أجل مصالحه الخاصة".
وأضاف: "لبنان يعاني من أزمة مالية وإقتصادية بالإضافة الى أزمة إنسانية بعد الإنفجار المروع في المرفأ. هدفنا أن نرى لبنان كدولة مستقلة، وأفضل طريقة بالوصول الى ذلك هو بأن لا نشرعن "حزب الله" بل أن نعزله"، مؤكدا أن "العقوبات التي نفرضها لا تفرق بين الجناح السياسي والعسكري للحزب، فهو منظمة إرهابية ككل، كما أن الحزب بذات نفسه لا يفرق بين الجناحين"، مبينا أن "هدف العقوبات على كل المنظمات الإرهابية مثل "حزب الله" و"القاعدة" و"داعش"، هو منعها من جمع الأموال، نقل الأموال وإدارة شركات".
وأعرب سيلز عن "إمتنان الولايات المتحدة لمجلس التعاون الخليجي وكذلك لجامعة الدول العربية على الإجراءات التي اتخذوها لمواجهة حزب الله"، مشيرا الى أن "أننا رأينا مجموعة من المنظمات الإرهابية المدعومة من إيران ليس فقط حزب الله ولكن البعض الآخر المدعوم من إيران التي تنشط في المنطقة والتي تسعى إلى تعزيز العنف، سواء كانت كتائب حزب الله في العراق، كتائب الأشتر في البحرين، أو مجموعات أخرى مختلفة لها صلات بإيران. القصة متشابهة جدا. تأخذ هذه الجماعات الأموال والأسلحة والموارد من أسيادها في طهران، وتستخدمها لارتكاب أعمال عنف"، جازما أن "الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها باستخدام أدوات العقوبات الخاصة بنا لتجفيف تلك الموارد حتى لا يواجه شركاؤنا في الخليج هذا التهديد".