الكباش الفرنسي- الاميركي بدأ يتظهر تدريجياً وبدا فاقعاً أمس الاول على خط دخول الدكتور سمير جعجع لمزيد من التشويش على المبادرة الفرنسية وإفشال التأليف وتعقيده وتكبيله بشروط جديدة.
هذه الاجواء تعكسها اوساط بارزة في 8 آذار والتي تتابع عن كثب التطورات الحكومية.
وتقول ان بعد ظهور البعد المذهبي ولا سيما السني والمتمثل في اعتراض الرؤساء السابقين للحكومة وعلى رأسهم سعد الحريري وبشكل واضح ووضع العراقيل امام الاتفاق الذي جرى بين "حزب الله" والفرنسيين وإبقاء "المالية" مع "الثنائي" وتأكيد حق الطائفية الشيعية في التوقيع الثالث وميثاقية هذا التوقيع واحقيته، انتقل الاميركي الى ضلع جديد مسيحي عبر "القوات" للضغط على المبادرة الماكرونية ولافشالها وتكبيلها بشرط اقرب الى المستحيل وهي منع "حزب الله" من الدخول الى الحكومة، وحتى ان يكون له ادنى دور او تسمية الشخصيات الشيعية مهما كان هواها وانتماءها السياسي.
وكان الاميركيون يمنون النفس وفق الاوساط بشخصيات شيعية تصبّ بالكامل عند الفرنسيين والاميركيين اي عزل "حزب الله" وتطويقه داخلياً وتعطيل تأثيره، من خلال وجوده في الحكومة وتشكيله اكثرية نيابية مع حلفائه والذهاب بعيداً في شيطنته والسلاح.
وتقول ان تنظيم الحملات على "حزب الله" وسلاحه ووجوده في الحكومة عبر القول ان مطالبته بالمالية يكرس اعرافاً جديدة ويحاول فرض نظام سياسي قائم على المثالثة ونسف المناصفة، هي تهدف الى التصويب على السلاح .
اذ يعتبر الفريق الاميركي في لبنان والذي باتت واضحة ادواته و لا سيما بعد دخول شخصيات دينية وروحية من مختلف الطوائف، هناك محاولة لإدخال مرجعية دينية مسيحية سيكون لها موقف اضافي في الايام المقبلة، لتأكيد ان التعايش مع سلاح "حزب الله" مستحيل وان وجوده في الحكومة وتمسكه بالمالية هدفه الامساك بالقرار المالي في البلد وبالاضافة الى الامساك بالقرار الامني والسياسي والعسكري.
وبالتالي سيسعى من خلال الحكومة الجديدة وتحت ستار الاصلاحات والنظام الجديد او العقد السياسي الجديد الذي روج له الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الامساك بالبلد وتغيير هويته ونظامه السياسي.
وتضيف الاوساط: هذه المزاعم ورغم تكثيفها وترويجها واستعمال ادوات كثيرة منها داخلي واقليمي وخارجي واستعمال الاعلام والسياسة والمنابر الدينية في وقت واحد، لن تنجح في تكريس اوهام وتمنيات لن تتحقق.
في المقابل وفي عز الهجمة على المبادرة الفرنسية والرغبة الاميركية الواضحة في افشالها وتعطيلها وافراغها في مضمونها كونها تحافظ على التوازن السياسي في لبنان ويمكنها ان تشكل فرصة انقاذية، يصر ماكرون وخلال اتصالات واضحة امس وتم تظهيرها للتأكيد ان مهما ارتفعت حدة الكباش مع الاميركيين والسعوديين، لن تطير المبادرة ولن يستسلم ماكرون لكل التعطيل ولن يسلم "رقبته" للاميركيين وان يغامر مستقبله السياسي.
وتقول الاوساط ان تكثيف الاتصالات والمشاورات والتي يتولاها الفرنسي خارجياً وداخلياً تهدف الى رفع الفيتو الذي عاد الحريري الى وضعه على "المالية" واصراره على ان تكون من حصته في مسعى لعرقلة الاتفاق بين "حزب الله" والفرنسيين وللضغط على الرئيس المكلف. وتقول ان الاصرار من كل القوى المؤيدة قولاً وفعلاً للمبادرة الفرنسية ان تؤدي الجهود الى حكومة جديدة خلال ايام وهذا امر بات محسوماً ومعروفاً عند كل القوى التي سمت ايضاً الرئيس المكلف مصطفى أديب.
وتشير الاوساط الى ان ابرز ما عبر عنه ماكرون للرئيس ميشال عون وباقي الافرقاء الذين تواصل معهم انه لن يسحب مبادرته وان الحكومة لن تطير وان مصطفى أديب لن يعتذر او ان يتخلى عن مهمته مهما بلغ مستوى الضغط والتهويل والتشويش.