شدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، على "أنّنا لا نفهم كيف بقيت مواد شديدة الخطورة مثل نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، ولا يتكلّم أحد عنها. لم نفهم لماذا لم يتحدّث الإعلام عنها، ولا لماذا أتوا بها وتُركت هناك وما سبب الانفجار"، ورأى أنّ "السبب هو اللامسؤوليّة، فعلى المسؤولين تحمّل مسؤوليّاتهم، ولكن برأيي هم لا يتحمّلون هذه المسؤوليّات".
ولفت في حديث تلفزيوني، إلى أنّ "الشباب في لبنان مقهورون ويهاجرون، ومن حقّهم أن يعيشوا في بلدهم. منذ تشرين الأول الماضي الشباب في الشارع، ولا أحد سمع صوتهم وكأنّهم غير موجودين. نحن معهم وندعمهم، إذ لا نقبل أن يكون الشعب مقهورًا"، منوّهًا إلى أنّ "العمل السياسي هو لخدمة الشعب، لا لقهره".
وأكّد البطريرك الراعي، أنّه "ليس طبيعيًّا أبدًا أن يبقى هناك لا سلاح متفلّت ولا غير متفلّت. السلاح الوحيد يجب أن يكون سلاح الدولة، وهو السلاح الشرعي. نحن لا نعيش في شريعة الغاب، وكلّما اختلف أحد مع الآخر، يرفع السلاح بوجهه". وأوضح أنّ "البطريركية المارونية لا توفّر شيئًا بقول الحقيقة".
وذكر "أنّني سلّمت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، مذكّرةً تتكلّم عن 6 مواضيع للحصول على أجوبة عليها، وماكرون اختار 3 منها: الحياد و"حزب الله" والتربية"، كاشفًا "أنّني أوضحت له أنّ "حزب الله" شيء والحياد شيء آخر. وسألته إذا كان هو شخصيًّا وفرنسا مع الحياد، فقال لي إنّهم معه، وقلت له بدوري إنّنا نتعامل مع موضوع "حزب الله". وبيّن أنّ "قضيّة التربية أولويّة بالنسبة لماكرون، وأعلن أنّهم سيدعمون التربية أكثر في لبنان".
وأشار أنّ "البابا القديس يوحنا بولس الثاني كان يقول إنّ الكنسية لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام الظلم. ونحن أمام الظلم والغنج في تشكيل الحكومة، لا يمكن أن نسكت ولن نكون مكتوفي الأيدي؛ وذلك من خلال الكلمة". ولفت إلى "أنّنا دائمًا مع الثورة، على شرط أن تكون حضاريّة لا فوضويّة. نشكر الرب على وجود ثورة، ونؤيّد مطالبها"، مؤكّدًا "أنّنا لن ندع الشعب اللبناني يذهب ضحيّة السياسيّين. هم يقمعون الشعب، لكن لا بمكنهم قمع صوته ومطالبه".
كما أفاد البطريرك الراعي، بـ"أنّني عندما ذهبت إلى دمشق، بعثت خبرًا مع السفير هناك أنّني ذاهب لحضور تنصيب بطريرك الروم الأرثوذكس، ولا أريد رؤية أي مسؤول سياسي أو عسكري، فأتاه الجواب من الرئيس السوري بشار الأسد أنّنا نفهم رأي الراعي ونحترمه، وسنقوم بواجباتنا، أي الحراسة؛ وهذا ما حصل".
أمّا بالنسبة إلى زيارته القدس، فأوضح أنّ "الموارنة في فلسطين أبلغوا المسؤولين الأمنيين الإسرائيليّين أنّهم سيأخذون على عاتقهم موضوع حمايتي، وهذا ما حدث ولم أرَ أي جندي إسرائيلي". وذكّر بأنّ "حزب الله" أرسل وفدين قبل الزيارة، لطلب إلى عدم الذهاب إلى إسرائيل لأنّها عدو، فقلت لهما إنّني مجبر على استقبال بابا الفاتيكان هناك، وأنا كبطريرك لدي ولاية على أرضٍ هناك، وأنا من يقرّر إن كان سيقوم بالزيارة أو لا، وأنا لست ذاهبًا لرؤية لا سلطات سياسيّة ولا عسركية، ولا مصلحة لي معهم، بل ذاهب بمهمّة كنسيّة رعويّة". ونوّه إلى أنّه "منذ زيارتي القدس، قاطعنا "حزب الله"، إلى حين وفاة البطريرك السابق مار نصرالله بطرس صفير، فأرسل الحزب وفدًا لتقديم واجب العزاء".
وأعلن أنّ "الفاتيكان يحمل القضية اللبنانية، وقوّته معنويّة، فلبنان يشكّل قيمة أساسيّة ومهمّة كقاعدة للعيش المشترك، ولأنّ المسيحيّين في لبنان هم ضمانة مسيحيّي الشرق الأوسط؛ والفاتيكان يتألّم عندما يرى المسؤولين يعبثون بهذا الوطن الرسالة". كما ركّز على أنّ "منذ سنة 1920، هناك فصل للدين عن الدولة في لبنان".