انطلقت اعمال الدورة الـ75 للجمعية العامة للامم المتحدة منذ اسبوع.
تمحورت اللقاءات فيما بين اعضاء وفود الدول المشاركة، بطريقة افتراضية، بسبب تداعيات جائحة كورونا كوفيد-١٩، حول " الدعم المتجدّد لتعددية الأطراف، كما تعزيز أهداف التنمية المستدامة، وقيمتها وضرورتها لاستمرار الحياة على الكرة الارضية، بالمحافظة على خيرات البيئة للأجيال المستقبلية، لأن الانسان ينتهك مخلوقات الله، من خلال التحوّلات السيئة والمتعددة التي يواجهها كوكب الارض.
بالمناسبة تذكرنا هيئة الأمم المتحدة بيوم السلام العالمي في ٢١ أيلول. يتساءل المرء للوهلة الاولى، بالرغم من الاقتراحات والخطط والاستراتيجيات التي تناقش في اللقاءات والاجتماعات والحوارات السنوية، يبقى "سلامنا وبيئتنا" في مهب الريح. ألا يترنحان يوماً بعد يوم؟ هل سيتحقق سلامنا؟ ام سنبقى تحت وطأة الحرب والعنف والاستغلال والقمع والفقر؟ لماذا لا ينجح هؤلاء القادة ببناء السلام الحقيقي؟ أوليس لأنهم لا يطبقون ما يقولون؟ ألا تنقصهم المبادئ الأخلاقية والانسانية؟.
يحاول أفراد المجتمعات "العيش معًا"، بسلام وبروح الأخوّة والاحترام المتبادل. لكن للاسف، ممارسة العنف والبطش والتهديد وابراز القوة المسلحة وإستغلال الثروات الطبيعية والاقتصادية بطريقة سيئة، يهدد الامن والاستقرار والأمان والسلام بين الدول جميعا. الم يختبر الإنسان أن العنف يوّلد العنف ولا يحل النزاعات؟ لاسيّما اننا بتنا نحيا وسط عالم يعيش الإندثار والتفتت والتشرذم والعزلة وغيرها من المشاكل التي تهدد حياة الناس على كوكب الارض، بالرغم من جعل كوكب الأرض "قرية صغيرة". اجبرت جائحة كورونا كوفيد-١٩. على ان يتعاون ويتعاضد شعوب الأرض في ما بينهم، للقضاء على هذا الوباء ، لأنّه سبب كوارث إنسانية وصحية واجتماعية واقتصادية وثقافية.
أليس هناك اقوى من العنف والشر والالغاء والتهميش والتعذيب والتعدي على حقوق الانسان وكرامته؟.
هل يعيش الانسان في أمان زائف مبني على الخوف والاستزلام والتبعية العمياء والغش والفساد؟ ألسنا بحاجة الى تبديد المخاوف والهواجس والهلع من خلال الحوارات البناءة واللقاءات الفاعلة والمثمرة؟، لا بدّ ان يكون السلام متفاعل في قلب الانسان وضميره وفكره، لأنّه نعمة وعطية من الله الخالق. بالتأكيد اختبر الانسان الصالح ان السلام مسيرة مبنية على التضامن والتعاون والأخوّة والتفاعل الإنساني. نعم، زرع الخالق السلام في قلب كلّ إنسان، لكن لا بد من اعلان قرار وإرادة كلّ فرد من أفراد المجتمعات، المساهمة في بناء سلام عادل وشامل ومستدام.
أليست المصالح الضيقة والمتناقضة تهدد مسيرة السلام؟ ليتمسك أبناء هذا العصر بالحقيقة والعدالة والحرية والرحمة.
لنتمسك بأصحاب القرارات الصائبة وشهاداتهم الناصعة ومسيرتهم النضالية المشرفة، والبعيدة كلّ البعد عن الغوغائية والاعتداد بالنفس والعنف والتسلّط، كما لامتلاكهم فضائل التواضع والوداعة والتسامح والسماح وإحترام القوانين، وممارسة المبادىء الأخلاقية والإنسانية.
لنتمسك بأصحاب القلوب البيضاء، والضمائر النقية، وأصحاب الفكر والمعرفة، التي تعمل من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
لنتمسك بتعاليم الخالق، الذي وهبنا السلام وعلمنا بنائه. لنصلِّ معًا من أجل إحقاق الحق والعدالة والمساواة.
لنتمسك "معاً بالسلام" محققين بذلك الحقوق والكرامة للجميع، والاحترام المتبادل، والسلامة العامة والأمان الإجتماعي والصحي والاقتصادي، وممارسة الحريّة والديموقراطية. السلام والديموقراطية عاملان أساسيان لتحقيق المصلحة العامة وخير الإفراد.
لنجدّد التزامنا ومعاهداتنا ووعودنا بعدم الاقتتال وبث روح العداء والكراهية، بل بنشر الوعي والثقافة والتربية والتعلّم، للعيش في مناخ آمنٍ، يسهم في حياة رغيدة ومزدهرة، حيث تأخذ مداها من خلال التمنية المستدامة، التي تعود بالنفع الإيجابي على كلّ أفراد المجتمعات.
نعم للسلام، نعم للحياة الكريمة.
نعم للسلام، لا للحرب والدمار والموت.
رئيس جمعيّة عدل ورحمة