أكد الوزير السابق سجعان قزي، أنه "لا احد اكثر من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، مؤهل لتحديد السيادة والاستقلال والحرية في لبنان"، مذكرا ان "نضال البطريركية من اجل هذه الاهداف بدأ منذ 1333 عاما، وبالتالي مواقفها ليست طائفية بل وطنية، وبغض النظر عن ذلك، من يحدد هذه المفاهيم هو الدستور اللبناني".
ولفت قزي، في حديث لوكالة "أخبار اليوم"، إلى أنه "قبل موقف البطريرك بالامس بشأن الحقائب الوزارية، كان الصراع مذهبيا، أما كلام الراعي فاعطاه الُبعد الوطني والدستوري وليس الطائفي"، مشددا على ان "هذا الكلام ليس ضد اي طائفة من الطوائف، حيث يحق لكل طائفة ان تتبوأ اي منصب اداري، ولكن لا يحق لاحد ان يستملك اي موقع وزاري"، متسائلاً "اذا كان هذا الموقف طائفيا فكيف يكون اذا الموقف الوطني والدستوري؟!".
كما شدد على أن "البطريرك لم ينزلق في السجالات حول تأليف الحكومة من ناحية الشكل والعدد والبيان الوزاري وطريقة التأليف. فهذه امور ليست في اهتمامه، بل هو تدخل في الموضوع الحكومي من الناحية الميثاقية والوطنية، لان اتفاق الطائف - الذي وافقت عليه البطريركية المارونية في العام 1989، لا ينص على اي من الامور التي يطالب بها اليوم ممثلو الطائفة الشيعية اكانوا سياسيين او امنيين او دينيين".
وتطرق قزي في هذا الاطار لـ "المادة 95 من الدستور التي جاءت واضحة في روحيتها كما في نصها، حيث لا تمنح اي حقيبة وزارية لاي طائفة وتحديدا لا تمنح وزارة المال للطائفة الشيعية. لذلك هذا الهجوم على البطريرك هو كلام باطل ويراد به باطل". واعتبر ان المرجعيات الشيعية الدينية "لم تنتظر عظة البطريرك يوم امس لتشن حملة عليه، بذريعة انه قال ان ليس لاي طائفة الحق في امتلاك وزارة المال"، مشيراً إلى أت "الهجوم بدأ قبل ذلك باشهر تحديدا خلال خطب عيد الفطر وما تلاه من رفض للبنان ولما ارساه بشارة الخوري ورياض الصلح من صيغة ونظام وميثاق".
وأفاد بأنه "على الشيعة الا يتذرعوا بعظة البطريرك لشن هجومات عبثية تدعو الى الانقسام وتدفع المكونات الاخرى للمطالبة ببدائل عن الواقع الحالي"، موضحاً أن "من يريد ان يتهجم على البطريرك يجب ان يكون لديه وطنية اكثر من البطريرك، وولاء للبنان اكثر من البطريرك، وقدم التضحيات للبنان وليس لمشاريع ودول اخرى اكثر من البطريرك"، منوهاً بأنه "يكفي استقواء وتحويرا للحقيقة وابتداع معايير خاطئة وفرضها على الرأي العام من خلال غسل الدماغ. ولكن دماغنا لا يغتسل بمثل هذه الاقاويل".
بموازاة ذلك، أشار قزي إلى أنه "كنا نتمنى لو أن أركان الطائفة الشيعية، اركان الثنائي، تحديدا "حزب الله"، والمرجعيات الدينية ان تتحاور مع الراعي بدل مهاجمته!" مؤكداً أن "كل الطوائف وكل المكونات وكل الاحزاب زارت الراعي واخذت موقفا مؤيدا او متحفظا او رافضا، باستثناء هذا الثنائي والمرجعيات التي ردت بالهجوم بدل ان ترد بالحوار خاصة وانهم يعلمون ان ابواب بكركي مفتوحة للحوار معهم كما كانت في كل يوم".
وشدد قزي على أنه "لا احد لديه النية في الغاء هذه الطائفة او تلك، ولا احد في لبنان يستطيع ان يلغي الآخر حتى ولو كان عنده السلاح النووي، فالحجارة اقوى من الصواريخ وليسألوا الشعب الفلسطيني. ولكن هناك مشروع لدى "حزب الله" بتغيير وجه لبنان، وهو يستغل اي موقف للانقضاض على النظام وعلى لبنان من خلال الانقضاض على هذه الشخصية او تلك".
ونوه بأن "المثالثة تعني الفدرالية، واذا كانوا يريدون الفدرالية فليعلنوا ذلك، ولكل حادث حديث. ولكن مهما كان الحل يجب ان يتضمن حياد لبنان"، لافتاً إلى أن "الخلاف الاساسي بين اللبنانيين ليس على وزارة بل على السياستين الخارجية والدفاعية، من هنا لا حل لهذه المعضلة الا بالحياد".