أوضح عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار، الى أن "رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري قصد بالمبادرة التي أطلقها بالأمس، إخراج لبنان من المأزق. فالأمر لا يتعلّق بأشخاص أو بأطراف محدّدة، بقدر ما يرتبط بمصير وطن، فالكلّ يُدرك أن البلد منهار حالياً، ووصل الى القعر. ولكن من المؤسف أن هناك من أراد أن يحفر أكثر في هذا القعر، لحسابات خاصة به".
وأشار الحجار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "الحريري يأتي ليقول إننا لا نريد المساس بالدّستور أو تعديله بالقوّة، ولا أن نفرض أعرافاً جديدة. ومبادرته تلتقي مع ما عوّدت عليه المدرسة الحريرية الجميع، وهو تقديم التضحيات من أجل البلد، فنحن جاهزون لأن نقوم بمبادرة، لمرة واحدة وأخيرة، يكون وزير المالية بموجبها من الطائفة الشيعية. وهذا لا ينتقص من قدر الطائفة الشيعية الكريمة، بل هو تنفيذ لأحكام الدستور الذي لم يمنح حق حصرية أي موقع وزاري، لأي طائفة".
واعتبر أن "مبادرة الحريري تدور حول تشكيل حكومة تنسجم مع ما طلبه المجتمع الدولي، أي أن تكون حكومة اخصائيين مستقلّين لا حزبيين. وعملاً بالدستور، يشكّلها رئيس الحكومة المكلّف مصطفى أديب، بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وليس كما كان يحصل في الماضي من أداء وأساليب أوصلت الأمور الى ما وصلت إليه من كوارث"، داعيا "الجميع والثنائي الشيعي، الى التجاوُب مع ما طرحه الرئيس الحريري. ولكن تعاطي حزب الله مع الأفكار لم يُشعرنا برغبة في الوصول الى حلّ. فهل هذا يعود الى ضوء أخضر لم يحصل عليه الحزب بَعْد؟ أو هل من أسباب أخرى؟".
واعتبر أن "مبادرة الحريري ليست لإنقاذ حزب الله من المأزق الذي هو فيه. ولكن البلد أهمّ من الجميع، لا نتحدّث عن إنقاذ فريق، أو التعويض على آخر. وهمّنا الأساسي أن لا نفوّت الفرصة الدولية المتاحة للبنان، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بما يمثّل على صعيد أوروبا والعالم، والذي أتى ليقول لنا نريد مساعدتكم. ففرصة المساعدة وإنقاذ البلد متوفّرة حالياً للمرة الأخيرة، ويريد الحريري عدم تفويتها على لبنان".
وأكد أنه "صحيح أن ماكرون وضع رصيده السياسي لإنقاذ لبنان، ولكن يتوجّب علينا نحن كلبنانيين، أن نسبقه في ذلك. ومن هذا الباب، يقوم الحريري ببذل كل ما يمكنه لملاقاة الرغبة الفرنسية - الدولية بتسهيل تشكيل الحكومة، حتى ولو راهن على مستقبله السياسي. فلبنان هو الأهمّ، ونأمل أن تتعمّم تلك الذهنيّة على الجميع".