الاجواء الحكومية التي كانت ملبدة بالسواد حتى ليل امس الاول بدأت تتجه الى التفاؤل بعد ان فاجأ الرئيس سعد الحريري اللبنانيين ببيان ايجابي وفتح ثغرة في جدار الازمة السميك في حين جاء بيان الرؤساء السابقين الثلاثة : فؤاد السنيورة وتمام سلام ونجيب ميقاتي بأن مبادرة الحريري شخصية ولا تلزمهم لتكون "لزوم ما لا يلزم" ولمجرد التشويش على مبادرة الحريري وللقول ان الثلاثة لم ينزلوا عن الشجرة نفسها التي نزل عنها الحريري!.
هذه الاجواء تنقلها اوساط بارزة في 8 آذار ومطلعة على الملف الحكومي لـ"الديار"، وتؤكد هذه الاوساط ان الاتصالات لم تنقطع وتكثفت منذ يومين بعد الموقف الخطير الذي عبر عنه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وان الامور ذاهبة الى جهنم اذا لم تشكل الحكومة خلال اطلالته في بعبدا.
وتشير الاوساط الى ان عكس ما اشيع في الساعات الماضية فإن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شغّل "الخط الساخن" بين بيروت والرياض وطهران وواشنطن لتأمين "هبوط آمن" لمبادرته الحكومية ومنع فشلها بأي ثمن.
وتكشف ان بمجرد انتهاء المؤتمر الصحافي لعون منذ يومين، اتصل ماكرون بالحريري كما تحرك مكوكياً السير الفرنسي برونو فوشيه في بيروت. وركز ماكرون على اقناع الحريري بالقبول بأن يتولى حقيبة المال شيعي على ان يتولى رئيس مجلس النواب والرئيس المكلف مصطفى أديب مسألة الاسم وان يكون اختصاصياً وغير حزبي.
ووفق الاوساط كان الثنائي الشيعي قد طرح على الرئيس المكلف عبر الخليلين 10 اسماء لشخصيات شيعية غير حزبية على ان يختار منها اديب 4 اسماء للمقاعد الشيعية الاربعة وضمناً وزارة المال لكن الاقتراح وقتها لاقى اعتراض الحريري والرؤساء الثلاثة السابقون للحكومة.
وتشير الاوساط ان هناك احتمال كبير لأن يزور أديب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم او خلال الـ48 ساعة المقبلة بعد ان يكون اديب قد اتصل بمختلف المكونات الاساسية ورؤساء الكتل لاستمزاج الآراء وتقديم الاسماء وهناك اقتراح ان يقدم لكل حقيبة 3 اسماء يختار اديب اسماً منها على ان تبقى الوازات السيادية كما هو معروف وعلى حالها. الداخلية للسنة والمالية للشيعة والدفاع والخارجية مع عون.
وتشير الاوساط الى ان "الثنائي الشيعي" يسير ضمناً بمبادرة الحريري وقد وضع في اجوائها قبل السير بها ويوحي صمته الايجابي بالقبول كما ان قول الرئيس نبيه بري ان الامور لم تعد تحتمل بلا حكومة اشارة ايجابية للمضي قدماً في تأليف الحكومة.
وتؤكد الاوساط ان اذا سارت الامور كما يجب فأنه سيكون هناك تصور حكومي بين اليوم غداً على ان يكون هناك جولة نهائية السبت على ان تعلن الحكومة وتوقع المراسيم الاحد او الاثنين على ابعد تقدير.
وتشدد الاوساط على ان الوضع الذي يعيشه كل لبناني لم يعد يحتمل وان الامور ذاهبة الى الانفجار الكبير اذا لم تتمكن حكومة أديب من السيطرة على الوضع.
فما يعيشه اللبنانيون من انقطاع للدولار من الاسواق والتلاعب بسعر صرفه وتجفيفه بفعل الحصار والعقوبات الاميركية وما يولده من ضغط على لقمة العيش والرواتب والعمل والمواد الغذائية والدواء والمحروقات والقمح بات ينذر بأيام واشهرصعبة للغاية على ابواب الشتاء.