شدد الخبير النفطي الدولي رودي بارودي على أن "الحل السلمي للنزاعات الحدودية البحرية يساعد البلدان الساحلية على الاستفادة من الموارد البحرية"، مشيرا إلى أن "أدوات الحل بسيطة ومتاحة بسهولة ولا سيما في مياه شرق البحر المتوسط وهي مياه هادئة مشتعلة".
ورأى بارودي في حديث تلفزيوني أن " الحل الوحيد هو أن تتبنى الحكومات المعنية وبشكل كلي، المبدأ الأساسي للأمم المتحدة والنظام الدولي برمته الذي تم العمل عليه منذ الحرب العالمية الثانية أي الحل السلمي للنزاعات"، مبينا أنه "بمجرد اقرار هذا المبدأ سيكون هنالك مزيج منطقي من القانون والعلوم والتكنولوجيا يجعل ترسيم الحدود البحرية عملية بسيطة وسهلة وتفيد جميع الجهات، لا سيما وان اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار وتأثيرها المتزايد جعل من قواعدها ومعاييرها أساسا لجميع المفاوضات والاتفاقات البحرية تقريبا".
وأكد بارودي أن "التقدم الذي أحرز مؤخرا في مجال العلم والتكنولوجيا، ولا سيما في عملية رسم الخرائط الدقيقة قد وسع نطاق المبادئ التوجيهية لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لايجاد تسوية للمنازعات التي تستند إليها"، موضحا أنه "بمجرد أن تلجأ الدول الى مثل هذا الاجراء، فإن الواقع الحالي في الشرق المتوسط على الأقل يمكن أن يعرف تغييرًا حقيقيًا في الوضع الراهن. فالدول التي ستنتج الغاز ستعرف عائدات كبيرة من الإنتاج و الصادرات، وحتى الدول غير المنتجة ستستفيد من استضافة مرافق المعالجة أو النقل وفي أفضل السيناريوهات قد تنضم البلدان الأكثر حظًا إلى خطة إقليمية لتقاسم العائدات".
وشدد بارودي على أن "هذه العائدات المالية ستسمح باستثمارات طال انتظارها في التعليم والرعاية الصحية والنقل والبيئة والمياه النظيفة والحد من الفقر، اضافة الى استقرار سياسي. اذ سيكون لكل من الخصوم المعتادين مثل إسرائيل ضد لبنان، وتركيا مقابل قبرص، واليونان مقابل تركيا... حافزًا مستمرًا للتقليل من الاحتكاكات التي قد تعطل الاستفادة من الطاقة".