أكد المفتي الشيخ حسن شريفة "ان البلاد تشهد اليوم مرحلة صعبة في تاريخها لم تعد تجدي فيها الحلول الترقيعية والتسويات المرحلية خصوصا واننا في مرحلة انحدار مالي واقتصادي واجتماعي وصحي"، وقال:"المواطن يعيش هاجس تأمين لقمة عيشه وبين خبريات انقطاع الدواء والبنزين والمازوت وبين تفشي جائحة كورونا، في وقت تطل العقوبات الأميركية لتسبق أي بصيص ضوء في الملف الحكومي، الذي نأمل ان يشهد الأسبوع المقبل انفراجات فيه، لتحقيق خطوة الى الامام عساها ان تحمل الخير للوطن".
أضاف في خطبة الجمعة في مسجد الصفا في بيروت، "لقد تأخرنا في معالجة الأمور على كافة الصعد، حتى باتت الملفات العالقة أكبر بكثير من ان تحل بليلة وضحاها، في وقت لم نتعظ من تجاربنا السابقة ومن التدخلات الخارجية وصولا الى الشك بمواطنية شريحة من اللبنانيين لم تختر لبنان كوطن بديل ولا جاءت اليه تحت وصاية غريبة او غيرها، ان هذه الشريحة هي لبنانية حملت لواء استقلاله ودافعت عن هويته ولبنانيته لا بل وقدمت دماء أبنائها في مواجهة الاحتلال الصهيوني والتكفيري ذودا عنه من أقصاه الى أقصاه من دون ان تفرق بين اخ لبناني من الشمال او آخر من الجنوب او بين هوية مسلمة وأخرى مسيحية".
وتابع المفتي شريفة: لماذا يحاول البعض نسب التعطيل الى طائفة بعينها كمن يذر الرماد في العيون؟ وهل يحق لمن نصبوا أنفسهم زورا تحديد شكل ولون الحكومة؟ولا يحق لمن انتخبهم الشعب من تسمية وزرائهم عجبا لنعامات السياسة. وتساءل: أين أصبحت المواطنة والشراكة والوحدة الوطنية والعيش المشترك؟ لماذا يستحضر البعض عناوين الحرب؟ ولمصلحة من خراب الوطن؟ وقال:"اننا نمر في فترة حالكة وحساسة تستدعي منا جميعا تحمل المسؤولية ومد الايدي للتعاون لاستحضار عناوين الامام السيد موسى الصدر والبطريرك خريش والشيخ حسن خالد وكمال جنبلاط لنعود الى كلمة سواء تجمعنا على المواطنة والوطن الذي ولدنا فيه وسنبقى فيه نحميه ونصونه لمستقبل اجياليا الذين مع الأسف لم نقدم لهم وطنا يليق بأحلامهم".
وفي الشأن السياسي، قال المفتي شريفة: يختتم الأسبوع، على بارقة أمل عساها تشكل خرقا ايجابيا يؤدي الى ان تبصر حكومة الرئيس المكلف النور لتتحرك عجلة الدولة وتبدأ ورشة الإصلاح الموعودة في الشأن الاقتصادي والمالي ولحل أزمة الكهرباء، ووضع حد لتفلت سعر صرف الدولار ولمعالجة الملف المعيشي للمواطن الذي يرزح تحت عبء جشع التجار وغياب الرقابة وعبء تفشي جائحة كورونا ونحن على أبواب المدارس التي تعاني ما تعانيه في قطاع كان اهم القطاعات العاملة في لبنان، يضاف اليه ملف السجون التي هي الأساس تعاني من الإهمال والفوضى وتأخر في الإجراءات والاحكام، لقد حذرنا ونحذر من انفجار اجتماعي لن تحمد عقباه".
ودعا شريفة المسؤولين الى "ان يتحملوا مسؤولياتهم ليقوموا بواجبهم الوطني بأعلى درجات الاستنفار لنخرج من هذه الكوارث"، وتوجه الى "القيادات في هذا الوطن":"لنتق الله في وطننا الذي حضننا والذي نحمل امانته لاجيالنا في المستقبل، نحن الان امام فرصة جديدة لتعيد اصلاح الأمور ونصوب البوصلة في الاتجاه الصحيح، لنمد يدنا لا الى شراكة وتعايش فقط بل لنعزز ونبني وحدة وطنية جامعة عابرة للطوائف تضع مصلحة لبنان ومصلحة أبنائنا فوق أي اعتبار".