اعتبر مرجع دبلوماسي أن "السباق محموم بين مجموعة من الاستحقاقات النقدية والحكومية والأمنية، بعدما تشابكت الأزمات وتداخلت، الى درجة باتت تهدّد ما هو قائم من ستاتيكو على هذه المستويات".
وفي حديث للجمهورية، لفت الدبلوماسي الى ان "ما يعاني منه اللبنانيون اليوم ليس ابن ساعته، وليس من النتائج الكارثية التي ادّى اليها انفجار المرفأ وسقوط حكومة التحدّيات التي شكّلها حسان دياب بعد اقل من 7 اشهر على قيامها، وقبلها سقوط حكومة سعد الحريري، على وقع انتفاضة 17 تشرين، التي اقتربت ذكراها السنوية الأولى"، معتبراً انّ كل ما جرى لم يكن سوى الحصيلة الطبيعية للسياسات الفاشلة التي اعتُمدت في مواجهة الأزمات التي عاشتها البلاد في السنوات الثلاث الأخيرة، ولم تعر اي اهتمام لمجموعة من المؤشرات الدالة اليها، قبل ان تأتي جائحة الكورونا، وما تحمل معها من شلل واغلاق داخلي عزّز الحصار الخارجي الذي كانت البلاد تخضع له.
واعترف الديبلوماسي، انّه وعلى وقع السباق القائم اليوم بين مجموعة الأزمات، وعدم قدرة اهل السلطة على مواجهة اي منها، جاءت المبادرة التي قادها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، لتلقي الضوء على امكان تجاوزها بعد تفكيكها واحدة بعد اخرى.
وراى ان "الفشل في مقاربة الملف الحكومي اولاً، القى الضوء سريعاً على النتائج الكارثية للملفات والاستحقاقات الكبرى المقبلة، لو فشل اللبنانيون من عبور المرحلة الاولى. ولذلك، فإنّ كل التقديرات تشي بمزيد منها. فما بلغته موجودات مصرف لبنان لم تعد كافية للتخفيف من حدّة الازمات المعيشية، وباتت تهدّد لقمة عيش اللبنانيين، في وقت ما زال عشرات الآلاف من اللبنانيين المتضررين من انفجار المرفأ بلا مأوى ولا تعويض على ابواب الشتاء. وانّ الرهان كان وما زال كبيراً على تسجيل خرق حكومي وسياسي، يفكك بعضاً من العقد المالية والنقدية دون حلّها تماماً، لانّها تشكّل في حدّ ذاتها مادة اولوية للمواجهة".