توقفت أوساط سياسية في حديث لـ"الراي" عند إمهال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "محاولته الثانية بين 4 و 6 أسابيع بما يعني ضمنياً تمرير استحقاق الانتخابات الرئاسية الأميركية وإقراراً بأن متقضيات انتظار نتائج السباق إلى البيت الأبيض كانت أحد عوامل تَصاعُد الدخان الأسود من المبادرة الفرنسية بـطبعتها الأولى، فإن هذه الأوساط لاحظتْ باهتمامٍ ما بدا أنه سياسة العصا والجزرة، التي يعتمدها حزب الله ومن خلفه طهران: العصا بوجه باريس التي لن يكون ممكناً تسييل أي تَنازُل لها في حرب النفوذ في المنطقة التي تشكّل واشنطن اللاعب الرئيسي المُقرِّر فيها. والجزْرة للأميركيين عبر المناخات التي أشاعت بقرب بدء المفاوضات بين إسرائيل ولبنان بوساطة أميركية وبحضور الأمم المتحدة حول ترسيم الحدود البحرية بعد التفاهم على الإطار العام لهذه المفاوضات المرتقبة في غضون نحو أسبوعين".
وإذا بقي هذا المناخ صامداً وانطلق مسار التفاوض، فـ"سيكون من الصعب وفق الأوساط نفسها مقاربة هذه المرونة التي لا يمكن فصْل حزب الله عنها من خارج بدء فتْح خط بارد مع واشنطن يكون جاهزاً بحالِ فاز جو بايدن كما إذا عاد دونالد ترامب، رغم اقتناعٍ بأن الأخير ليس في وارد التراجُع عن استراتيجية الضغط الأقصى على إيران وحزب الله".
أفادت مصادر مطلعة لجريدة "الراي" الكويتية، عن أنه بظل أجواء عن عدم وجود اتجاه لدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للدعوة خلال الأيام القليلة المقبلة لاستشارات التكليف قبل انكشاف إمكان تدوير زوايا التعقيدات التي أطاحت بتكليف الرئيس المكلف مصطفى أديب، أنه بعد كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم، ستندفع الأزمة الحكومية أكثر في اتجاه أفق مسدود خصوصاً في ضوء ترقُّب تشدُّد حاسم من قِبله في التمسك بشروط الثنائي الشيعي المتمثلة في التمسك بحقيبة المال وتسمية وزرائه، كما في ظلّ الربط الذي بات حاصلاً بين التكليف والتأليف واستحالة اجتراح ترياق داخلي على قاعدة صيغ مثل الحكومة التكنو - سياسية من 20 وزيراً يكون 14 منهم اختصاصيون و6 يمثلون الطوائف سياسياً في ما يشبه "مساكنةَ" بين مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومطلب الثنائي الشيعي، أولاً لأنها لن تكون مقبولة خارجياً وتعارضها أطراف أساسية في الداخل، وثانياً لأن قرار الإفراج عن الحكومة صار في مرمى الانتخابات الأميركية وما بعدها.