بين امس وامس الاول يسود صمت كامل اوساط "الثنائي الشيعي" حول تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وما وزعه من اتهامات داخلية وخارجية في انتظار اطلالة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مساء اليوم.
وتؤكد اوساط بارزة في "الثنائي الشيعي" لـ"الديار"، ان السيد نصرالله سيُظهّر الموقف الرسمي من ماكرون والمبادرة وسيطلق مواقف هامة، وسيضع النقاط على الحروف وسيشرح ملابسات ما جرى وحقيقة ما كان يخطط لحكومة مصطفى أديب، وتنفيذ الاجندة الاميركية لإبعاد "حزب الله" عن الحكومة وعزلها سياسياً.
وتكشف الاوساط عن مداولات اجتماع مصغر لـ"الثنائي" وتحالف 8 آذار امس وناقش في تفاصيل مبادرة ماكرون ومواقفه التي اطلقها.
وتشير الى ان الرئيس الفرنسي أقر بالعرقلة الاميركية لمبادرته، ولا سيما لجهة الاصرار على العقوبات التي فرضت على الوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، كما اقرّ بوجود كباش كبير في المنطقة بين ايران واميركا وبينهما السعودية وهذا الكباس انعكس بطريقة او بأخرى على حكومة أديب التي لم تبصر النور وتعقدت في اللحظة الاخيرة.
وتتوقف الاوساط عند إشارة ماكرون على الخروج الداخلي على مبادرته، ولا سيما بتحديد "الفيتو" الطائفي على وزارة المال اي استبعاد الشيعة من هذه الحقيبة وهو لم يكن شرطاً فرنسياً في المبادرة المكتوبة والموثقة. بل شرطاً اميركياً – سعودياً تبناه الرئيس سعد الحريري ليلقى الانتقاد والتقريع من الاميركي والسعودي واخيراً من ماكرون شخصياً.
ورغم ان مبادرة الحريري كانت مبتورة وفق الاوساط ومشوهة وفخخها في اللحظة الاخيرة عندما وافق الحريري لمرة واحدة على تولي المالية من قبل وزير شيعي، ولكن مع اصراره على تسميته. فماذا يكون الحريري قد فعل، اذا ما اختار شخصية شيعية معادية لـ"حزب الله" مثلاً؟
في المقابل لا ترى الاوساط وفق مداولات الاجتماع ان تحميل مسؤولية التعطيل لـ"حزب الله" وحركة امل" بعد تسمية الحريري وعرقلته بفرض هوية الوزير الشيعي، الا من باب التوازن في توزيع المسؤوليات وكذلك بعدم جزمه بوجود عرقلة ايرانية وان كان ضمناً يعتقد ماكرون بذلك عندما قال انه حاول حلحلة الكباش الاميركي-الايراني وفك حكومة لبنان منه لكنه ام يستطع ذلك.
وتشير الاوساط الى ان ابرز ما تضمنه كلام ماكرون ايضاً الاشارة الى تعثر مبادرته واضطراره الى تأجيلها 6 اسابيع، اي اقراره بوضوح ان لا حكومة في لبنان قبل انتهاء الانتخابات الاميركية في تشرين الثاني المقبل، وبذلك ستكون مبادرة ماكرون مجمدة لا ميتة سريرياً مع وجود "اوكسيجين صناعي" لبقائها على قيد الحياة: اي ان لا تموت وان لا تسفر عن حكومة غداً او خلال اسبوع.
وتكشف الاوساط ان مقاربة الملف الحكومي لدى فريق 8 آذار و"الثنائي الشيعي" ستكون مختلفة جداً عن الفترة الماضية، اي ان العهد وحلفاءه و"حزب الله" و"حركة امل" لن يسيروا بأي تسمية حكومية قبل التأكد من ان هذه التسمية ستوصل الى اتفاق شامل وكامل اي الى خواتيم جيدة بحكومة متوازنة وتكنوسياسية، لذلك لا معطيات عن موعد قريب للاستشارات النيابية في بعبدا.
وتوجه الاوساط الانتباه الى كلام تراجعي لرؤساء الحكومات السابقين عبّر عنه الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي في حديثه المتلفز امس الاول عندما اقر بأن لا أمل بتشكيل حكومة الا من اختصاصيين مع تطعميها بسياسيين حيث قال حرفياً: " انا اطرح حكومة تكنو سياسية 6 وزراء دولة من الافرقاء السياسيين وفق التوزيع الطائفي، و14 وزيرا تقنيا من الاختصاصيين".
وتنطلق الاوساط من هذا الكلام للقول ان الحكومة المقبلة ستكون من هذا المنطلق، حيث لا إمكانية ان تنجح اي حكومة من دون رأي وثقة الكتل الاساسية وان تمنحها البركة في مجلس النواب.