أعربت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، عن تخوفها الجدي من كارثة صحية وإغاثية وتربوية قد تصيب مخيّمات لبنان بعدما أطلق ثلاثة مسؤولين بارزين في وكالة "الاونروا" وخلال أيام قليلة، تحذيرات حقيقية من أزمة مالية تؤدّي لعدم دفع رواتب الموظفين في الأشهر المقبلة أو تجبرهم على تقليص أو وقف الكثير من الخدمات، في ظل الحاجة الماسة اليها مع تفشي وباء "كورونا".
والتحذير الابرز اطلقه مدير "الأونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني، خلال زيارته مخيم عين الحلوة ولقائه ممثلي اللجان الشعبية (1/10/2030) حيث صارحهم القول ان "الاوضاع صعبة جداً في ظل انشغال العالم بأزمة "كورونا" واننا نسير نحو كارثة بكل الاتجاهات، اذا لم تتوفر التبرعات المالية، والوكالة تقدم خدماتها قدر المستطاع، ولكن في نهاية الامر هناك امكانيات مالية محدودة جدا واذا لم تتوفر التبرعات المالية حيث تعاني الوكالة عجزا ماليا قد تكون معه غير قادرة على دفع رواتب الموظفين قريبا في ظل انشغال العالم بأزمة "كورونا".
التحذير الاخر جاء على لسان ممثلة المفوض العام لوكالة الأونروا تمارا الرفاعي خلال ندوة افتراضية (30/9/2020) "من الصعب على الأونروا أن تلبي الخدمات الأساسية دون زيادة في الموارد. ضغوط سياسية ومالية تواجه الوكالة. المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني يقوم بجهود كبيرة للتأكيد على مركزية دورها وتوسيع رقعة المانحين"، بينما التحذير الثالث اطلقه مدير عمليات الأونروا في غزة ماتياس شيمالي (27/9/2020) "بسبب الأزمة المالية قد لا نتمكن من دفع رواتب شهريْ تشرين الأوّل وتشرين الثاني لـ30000 من موظفينا".
في القراءة، فان هذه التحذيرات جاءت لتحاكي الواقع الصعب الذي ترزح تحت عبئه الوكالة بسبب الاستهداف السياسي والحصار المالي في محاولة لانهاء عملها تماشيا مع "صفقة القرن" وشطب القضية الفلسطينية وحق العودة، ولامتصاص الغضب الشعبي الفلسطيني على ادارة الوكالة بسبب تقليص خدماتها المضطرد، مع تفشي فيروس "كورونا"، وسط اتهامات من أبناء المخيمات بالتقصير في مواجهته، مع الارتفاع في اعداد المصابين من جهة والضائقة الاقتصادية والمعيشية التي يئنون منها جهة أخرى.
واعتبر الباحث الفلسطيني علي هويدي لـ"النشرة"، ان تمكين الأونروا من القيام بدورها وتأمين ميزانيتها ليست منحة، إنما هي مسؤولية دولية، مشيرا الى ان "نظام الأونروا بما يشمل ولايتها المحدودة ومهماتها وطريقة تمويلها المبني على أنها "موقتة"، لم يعد يصلح للتعامل مع مأساة اللاجئين الفلسطينيين المتفاقمة مع امتداد حالة اللجوء لأكثر من 70 سنة وتضاعف أعدادهم وزيادة احتياجاتهم".
المطالب الفلسطينية
وتطالب "اللجان الشعبية الفلسطينية" "الاونروا" اعلان حالة الطوارىء الصحية فورا بعدما تحول "الفيروس" الى "وباء" يتفشّى في المخيمات"، اضافة الى افتتاح مستشفى ميداني في مخيم عين الحلوة بعدما بات هناك صعوبة في دخول المستشفيات اللبنانيّة، إضافة الى التعاقد مع مستشفيات او مختبرات خاصة لاجراء فحص الـPCR وعدم الانتظار طويلا، ورفع نسبة التغطية الصحية في المستشفيات المتعاقد معها ومعالجة مشكلة الطلاب الفلسطينيين واستئجار مدرسة في مدينة صيدا لاستيعاب الذين انتقلوا من الخاصة الى مدارس "الاونروا"، او الذين لم يتمكنوا من التسجيل في المدارس الرسمية اللبنانية، مع ما يتيح ذلك من فرص عمل لابناء الشعب الفلسطيني وخاصة خريجي الجامعات، على اعتبار ان المشكلة ليست عند الدولة اللبنانية أو عند الفصائل، بل عند ادارة "الاونروا" باعتبارها المسؤولة عن رعاية وتشغيل اللاجئين وتوفير الرعاية لهم حتى تتم.