وفقًا للتقارير الأخيرة، قُتل أكثر من 12 مقاتلاً من الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا خلال الاشتباكات في ناغورنو كاراباخ منذ 1 تشرين الأول الماضي. وأعلن قناة الـBBC أن 8 مرتزقة قد قُتلوا عندما هاجموا الدفاعات الأرمينية. وفشلت عدة محاولات لإنقاذ الجرحى بسبب قصف بالمدفعية وقذائف الهاون من قبل الأرمن.
الصراع المسلح في ناغورنو كاراباخ هو مثال آخر على حرب بالوكالة تخوضها أنقرة بالفعل في شمال إفريقيا وشرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط.
لاشك في أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يكترث في خططه الحربية لمرتزقة سوريين وليبيين يقاتلون من أجل الحصول على مكافأة مالية، بل من أجل مصالحه الجيوسياسية، يعدهم فقط بالإصابات والموت.
فبعد ليبيا توجه رجب الطيب اردوغان بأجندته التوسعية في المنطقة وقد قام بنقل أكثر من 300 مقاتل من الفصائل الموالية له، غالبيتهم العظمى من فصيلي "السلطان مراد" و"العمشات"، من بلدات وقرى بمنطقة عفرين شمال غرب حلب، حيث قالوا لهم بأن الوجهة ستكون إلى أذربيجان مقابل مبلغ مادي يتراوح بين الـ1500 إلى 2000 دولار وهذه البيانات تثير قلقاً شديداً، لأن مثل هذا المسار للأحداث سيؤدي إلى كارثة إنسانية. وتم نشر فيديو يعلن عصيان اعداد من هؤلاء من المشاركة في هذه المعارك الى جانب الجيش الاذربيجاني بإعتبارهم من الشيعة.
ولهذا أبدت الدول الأوروبية مخاوفها من ظاهرة استخدام المرتزقة جنوب القوقاز، ورغم وجود ظاهرة التوظيف التركي للمرتزقة طوال حوالى عشر سنوات، فإن الاوروبيين لم ينتبهوا إلى خطورة الأمر إلا عندما تسرب البعض من أعضاء داعش للداخل وبدأوا يظهرون تهديداً إرهابياً، فضلاً عن مئات المقاتلين من أعضائهم الذين رفضت بعض الدول الأوروبية السماح بعودتهم، لكن عاد القليل من دون أن تكون لهم ملفات أمنية، مما يجعلهم أكثر خطراً وتهديداً.
لم تتوقف عقدة تركيا، أو مصيبتها الكبرى، عند مطاردة أحلام أردوغان المستحيلة في احتلال سوريا وليبيا، بل ذهب للبحث عن الغاز في البحر المتوسط، وتسبب في تصعيد سياسي عسكري غير مسبوق، بين تركيا وأوروبا، ستمتد آثاره، إلى سنوات طويلة، حيث انكشف للأوروبيين، ذلك القناع الذي تجمّل به أردوغان، منذ توليه الرئاسة التركية، وذهب أيضاً، يحمل مرتزقته، لمساندة الأذربيجانيين، في حربهم على أرمينيا، آملاً في وضع يده على المناطق المتنازع عليها، والغنية بالنفط والغاز.