لم ينتظر الفرنسيون طويلاً لتقديم التوضيحات التي طرحها امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله في إطلالته المتلفزة والتي تحدث فيها عن المبادرة الفرنسية واتهامات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لـ"الثنائي الشيعي" بالتعطيل.
وتفيد المعلومات ان سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه بادر الى الاتصال بمسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" السيد عمار الموسوي والتقاه وذلك لتقديم التوضيحات التي اثارها السيد نصرالله في إطلالته الملتفزة اخيراً وذلك بعد ساعات من كلام نصرالله.
وتؤكد المعلومات ان "حزب الله" والموسوي لم يفصحا عن فحوى اللقاء بالكامل، وحتى الاعلان عن خبر اللقاء أتى من جانب السفير الفرنسي حيث "وصل" خبر اللقاء للنائب سيمون ابي رميا والذي اعلنه عبر قناة "الجديد" عبر سكايب من باريس. وبذلك افشى ابي رميا "سر اللقاء" والذي لم يكن "حزب الله" يرغب بتسريب اللقاء او فحوى ما جرى من لقاء.
وتشير المعلومات الى ان "حزب الله" لا يزال يتكتم على تفاصيل هامة نوقشت في اللقاء المطول الذي تخلله غداء بين الرجلين في مكان عام.
في حين تؤكد المعلومات ان فوشيه حمل توضيحات من ماكرون للسيد نصرالله كما حمل اقتراحات وبنود قد تشكل نواة لمبادرة جديدة لن تبصر النور قريباً ويبدو انها مؤجلة الى ما بعد الانتخابات الاميركية اي شهر وبضعة ايام.
وقد ناقش الطرفان اسباب فشل المبادرة والعتب المتبادل على المواقف التي صدرت وكان اتفاق على ان المبادرة مستمرة وفي انتظار تبلور طروح جديدة ومن دون الدخول في سجالات اعلامية.
في المقابل تؤكد اوساط واسعة الاطلاع في 8 آذار، ان اعلان الرئيس نجيب ميقاتي ان احد المخارج الحكومية هو حكومة اختصاصيين من 14 وزيراً ومطعمة بستة وزراء دولة سياسيين اي حكومة تكنو-سياسية هو فكرة اعلامية طرحها ميقاتي وفهم منها انه مرشح لحكومة مماثلة ويمكن وصفها بأنها فكرة او طرح ليكون مخرجاً حكومياً يحتاج الى اتصالات وتنضيج.
وتكشف الاوساط ان لا مبادرة حكومية ولم يعلن ميقاتي ترشيحه ولم تجر اتصالات لتسويق هذا الطرح لم يطرح على القوى الاساسية في الاكثرية كطرح جدي او مبادرة ومطلوب مناقشتها او ابداء الرأي فيها.
وتؤكد الاوساط ان لا اتصالات حكومية وباستثناء لقاء فوشيه- الموسوي لم يجر اي اتصال داخلي او خارجي لاعادة اطلاق المبادرة الفرنسية وبالتالي لا استشارات نيابية قريبة والكل يتريث في انتظار معرفة سير الامور.
وكما طرح اسم ميقاتي بشكل غير رسمي وتم تداوله في قنوات محدودة واعلامية، تم التداول في الاعلام بإسم محمد بعاصيري.
وقضية ترشيح بعاصيري بدأ الحديث عنها جدياً بعد خبر استقباله من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين وهو ما وضعه مراقبون في سياق تسويق بري لاسم بعاصيري لرئاسة الحكومة من ضمن تسوية مع الاميركيين هذه المرة.
وتنطلق الاوساط من هذه الفرضية وتقول انها لم تسمع الا بالاعلام عن ترشيح بعاصيري وهو يعرف ان "فيتو" حزب الله نهائي عليه. وما رفضه الحزب منذ 10 اشهر لن بقبل به تحت الضغط وبالتالي وفق الاوساط بعاصيري هو من يسوق نفسه، ولا احد تبنى ترشيحه داخلياً لانه معروف انه مرشح واشنطن وبالتالي لا حظوظ لديه من دون موافقة "الثنائي الشيعي".
وترى الاوساط ان لا حكومة في الافق، ولن يدعو رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى استشارات نيابية قبل انتهاء الانتخابات الاميركية الى ما بعد تشرين الثاني المقبل ومهلة الـ6 اسابيع التي وضعها ماكرون لتجميد مبادرته كافية لتجميد الاستشارات وكل الطروحات الحكومية طالما ان "الفيتو" الاميركي عن تشكيل حكومة جديدة وسياسية وفيها حصة وازنة لـ"حزب الله" لم يرفع بعد.