أشارت نائبة رئيس "التيار الوطني الحر" للشؤون الادارية مارتين نجم كتيلي، إلى أن "13 تشرين ليست ذكرى عادية او روتينية تقليدية، بل هي مناسبة وطنية كبيرة بالنسبة الينا كـ "تيار وطني حر" وبالنسبة إلى الكثير من اللبنانيين، حيث بعد ذاك التاريخ بدأت حقبة في لبنان انتقلت فيها الشرعية الى الظلام، وعشنا سنوات من الاحتلال، كما تحمل هذه الذكرى الكثير من المعاني والمشاعر والمواقف الوطنية".
ولفتت كتيلي، في حديث لوكالة "أخبار اليوم"، إلى أنه "كما درجت العادة، ستكون مناسبة لنستذكر الشهداء ونرفع الصلاة لراحة نفسهم، ونجدد العهد باستكمال النضال كما كان سابقا في مرحلة الاحتلال السوري والوصاية، وان اتخذ هذا النضال اليوم شكلا مختلفا"، منوهةً بأن "الظروف الصحية الناجمة عن تفشي كورونا، فرضت ترتيبات مختلفة عن السنوات السابقة، خاصة في موضوع الاحتفال الحاشد، ومشاركة كل التياريين والعونيين بهذه المناسبة، وبالتالي سيكون الاحتفال رمزيا اكثر مما هو شعبيا".
كما أكدت أن "الخطاب في 13 تشرين، خطوطه العريضة ستكون انطلاقا من إطلالات رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل المتتالية في الفترة الاخيرة، والتي تناولت بشكل متدرج الوضع السياسي العام محليا واقليميا ودوليا، القضايا المصيرية والوطنية. كما سيتناول باسيل في كلمته التيار وقواعده الشعبية وما يتعرض له من حملات وصولا الى طرح الخطة المتكاملة التي قدمت الى الفرنسيين، وظهرت في المبادرة التي اطلقها الرئيس ايمانويل ماكرون، خصوصا وانها كانت على تماس تام مع النقاط التي طرحها التيار".
وشددت كتيلي على أن "باسيل كان قد سلّم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خطة متكاملة بناء على طلب الفرنسيين لتصور الاحزاب السياسية للوضع الراهن، في حين الاحزاب الاخرى لم تقدم شيئا، قائلة: قليل من الاطراف في الداخل لديهم الجدية في ان تقدم الاوراق الجدية والفعلية".
وأفادت بأن "ذكرى 13 تشرين تأتي قبل يومين من موعد الاستشارات النيابية الملزمة"، آملة ان "تتبلور بعض التوافقات على خط التكليف والتأليف وغيرها، وفي هذا الاطار، سيؤكد باسيل في خطابه التسهيل والايجابية في ملف تأليف الحكومة الا اذا حصلت تطورات لها علاقة بالعقبات او تعطيل او سوء نية من قبل اطراف مُصّرة على اخذ البلد نحو الهاوية"، كاشفة عن "إطلالة جديدة لباسيل قد تكون أواخر الشهر الحالي لتحديد الموقف من التطورات".
واعتبرت كتيلي أن "موقف التيار الإيجابي من المبادرة الفرنسية، حرصا منه على تشكيل حكومة وفق 3 صفات اساسية وهي فاعلة وقادرة ومنتجة"، موضحةً أنه "قمنا بكل ما يلزم من اجل اعطاء هذه المبادرة فرصة للنجاح"، لافتةً إلى أن "الرئيس عون كان قد وصف المشاكل التي واجهتها المبادرة بحكم استقواء البعض بالخارج من اجل الغاء مكونات سياسية اساسية، وتعنت البعض الآخر وتمسكهم باعراف او تقاليد تحت مسميات مختلفة ليست بالضرورة دستورية ودقيقة".
وشددت على "أهمية أن تتألف الحكومة من اعضاء يتمتعون بالنزاهة والكفاءة من اجل حكم البلد"، موضحةً أنه "في موازاة مراعاة الاصول الدستورية، حيث لا يمكن ان تكون بداية التأليف دون التحاور مع الآخرين ونيل ثقتهم، وهذا ما سينعكس لاحقا على قدرة الحكم وعمل الحكومة".
بموازاة لك، أشارت كتيلي إلى أن "التيار الوطني الحرّ" لطالما حمل راية التغيير منذ نشأته، وهذا التغيير هو في صلب الورقة السياسية التي اقرها المكتب السياسي في آذار الفائت حيث اعلن عن تصوره للدولة المدنية المبنية على اللامركزية الادارية والمالية الموسعة، الامر الذي سيشكل اساس نضالنا السياسي للمرحلة المقبلة"، مؤكدةً "اهمية الانتقال من هذا النظام الطائفي الى الدولة المدنية مرورا بكل مرتكزاتها من قانون الاحوال الشخصية الموحد، والعدالة والمساواة التي يجب ان تحكم البلد وتحافظ على حقوق الجميع من اقليات واكثريات وغيرهم".