تجمع الاوساط السياسية في تحالف "حزب الله" و8 آذار وكذلك في معسكر 14 آذار والمعارضة ان دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الاستشارات النيابية الملزمة في 15 الجاري اي بعد اسبوع، كانت مفاجئة وغير متوقعة وخارج "السياق السياسي" والجمود الذي اصاب الملف الحكومي بعد مرور 13 يوماً من إعتذار الرئيس مصطفى أديب.
وباستثناء "الثنائي الشيعي" كما تكشف اوساط بارزة فيه لـ"الديار" وخصوصاً الرئيس نبيه بري لم يكن احد على علم بقرار عون. وتؤكد الاوساط ان الدعوة اتت "ضربة معلم" في وقتها ولتحرك الامور الراكدة.
وتشير الاوساط الى ان لا اتفاق مسبقاً على اسم رئيس الحكومة او شكل الحكومة سياسية مختلطة "تكنوسياسية" او اختصاصية بالكامل او حكومة وحدة وطنية سياسية جامعة.
وتؤكد الاوساط ان دعوة عون الى الاستشارات قد تتأجل الى موعد لاحق بعد 15 تشرين الاول اذا لم يتحقق التوافق. وهذه ليست سابقة فقبل تسمية الرئيس حسان دياب اجّل عون الاستشارات مرتين على الاقل وحتى التأكد ان حظوظ الرئيس سعد الحريري قد تلاشت وقتها ليصار وقتها الى البحث عن بديل يسميه هو.
وتشير الاوساط الى ان اتصالات كثيفة شهدتها اروقة فريق 8 آذار امس للاستفسار حول خطوة عون، في حين ينتظر "حزب الله" تقييم الموقف بعد إطلالة امينه العام السيد حسن نصرالله امس والتي تعمد "حزب الله" الى حصرها بالملف العاشورائي والديني اي ان "حزب الله" لا يريد على لسان امينه العام التعليق على اي من القضايا الشائكة او فتح سجال حو ملف الترسيم وملف الحكومة.
وتضيف الاوساط ان تروي "حزب الله" وتكتمه عما يجري هو متعلق بعدم وجود اي شيء جديد ليتحدث عنه او يعلن عنه او تجنب السجالات في "الوقت الضائع" او "الميت". في المقابل تؤكد اوساط قيادية بارزة في "التيار الوطني الحر " لـ"الديار"، ان رئيس الجمهورية وبالدعوة الى الاستشارات يمارس صلاحياته وواجبه الدستوري.
وهو تقصّد ان يكون هناك اسبوعاً بين الدعوة والموعد المحدد الاسبوع الخميس المقبل للتشاور حول السلة: من اسم الرئيس المكلف على صيغة التأليف وشكل الحكومة وعددها وان تكون ممثلة لكل الكتل النيابية البارزة.
وتشير الى ان حتى الساعة لا اتفاق على اسم الرئيس المكلف وليس هناك من ترشيحات من النادي التقليدي كسعد الحريري او نجيب ميقاتي ولا من خارجه كحسان دياب او مصطفى اديب.
مع التأكيد ان "التيار الوطني الحر" لن يُسمي سعد الحريري ويفضل ان لا يتعاون معه في هذه المرحلة.
وتقول الاوساط ان لا داع للاستغراب حول الدعوة لان الرئيس عون و"التيار" و"الثنائي الشيعي" يدعمون المبادرة الفرنسية والرئيس ماكرون جمدها لستة اسابيع.
فمر منها اسبوع ونيف ولا يعقل ان تبقى البلد في دوامة الانتظار المميت فدعوة عون قد تشكل حافزاً وتحث على تسريع المشاورات للوصول الى اتفاق على سلة متكاملة من اسم الرئيس المكلف الى شكل الحكومة الى التأليف السريع وتلافي الوقوع في تجربة المشاورات المبتورة التي اجراها اديب.
وتكشف اوساط "التيار" ان عون بدأ اتصالاته مع القوى السياسية مستهلاً اياه مع الرئيس بري امس، وفي الايام المقبلة سيوسع عون مروحة الاتصالات، وسيعقد لقاءات ثنائية وثلاثية مع الكتل ورؤسائها للتشاور للتحاور والاتفاق على نقاط مشتركة. وتأمل ان تؤدي هذه المشاورات الى نتيجة قبل 15 تشرين الاول، كما تتمنى ان لا يضطر عون الى تأجيل موعد الاستشارات اسبوعاً اضافياً بعد 15 الجاري لمزيد من التوافق.