لفتت رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف، في الذكرى الخامسة لرحيل إيلي سكاف، إلى أنّ "هذه الدنيا قاسية كثيرًا، خمس سنوات على غيابك، ماذا أخبرك عن التغيير الّذي طالنا في مثل هذا النهار الّذي ودّعناك فيه؟ كنّا قادرين على رفع مراسم الحزن، أمّا اليوم فصار الحزن يطوّقنا. كنّا قادرين أن نصلّي إليك، أمّا اليوم فأصبحت الصلاة في القلوب وعن بُعد".
وركّزت في كلمة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، على أنّ "العالم معتقَل، الألم سكن بيننا، وبين سنة وسنة صار حلمنا اليوم أن نهزم الكثير من الأمراض الّتي تراكمت فوق أكتافنا"، مشيرةً إلى "أنّني اليوم كما أتمنّى الشفاء لكلّ من اختَبر هذا وباء "كورونا"، أيضًا أتمنّى الشفاء لبلدنا لأنّ ما يمرّ به اليوم هو: "كورونا" سياسيّة، اجتماعيّة، اقتصاديّة وحياتيّة؛ وكلّ الخوف أن يصبح لبنان الّذي بات على جهاز التنفّس في النفس الأخير".
وطالبت سكاف بـ"الإسراع في إنجاز ملف متكامل بجريمة مرفأ بيروت. القلوب فعلًا محروقة، ولا ينقصها مزايدة في الكلام، ولكن لو لمرّة واحدة دعونا نشعر أنّنا في دولة تحترم ضحاياها، وفي نيّتها أن تخبرهم كلّ الحقيقة"، مبيّنةً أنّه "كما لأهل بيروت الحق بمعرفة هويّة المجرم الّذي تسبّب بموت أولادهم، حقّنا كلبنانيّين بشكل عام أن نعرف الهويّة الكاملة للمجرمين الّذين قتلونا بعد أن سرقونا وبشّرونا بجهنّم. وكم هناك من حقائق يجب أن تُكشف أمام اللبنانيّين".
وأكّدت أنّ "أقلّ الأيمان أن تنتفض الناس على واقعها وتندلع ثورة ناس من أنقى الثورات في عالمنا الحديث. وعلى مشارف الذكرى الأولى لثورة 17 تشرين العظيمة، نجدد أملنا بالتغيير، ونؤكّد أنّ الكلمة الأولى والأخيرة هي للناس القادرة وحدها على التغيير". وشدّدت على أنّه "يكفي تخدير ونفاق، واستدعاء وساطات دوليّة وأنتم تعرفون أنّ مشاكلكم تستطيعون حلّها بلحظة تفاهم. وضعتونا في المعادلات الإقليميّة والانتخابات الأميركية وصراعات إيرانيّة سعوديّة وأميركيّة ووساطات فرنسيّة وترسيم حدود لبنانيّة مع أعداء إسرائيليّين... لكن ما ذنب الناس لتنتظر؟ ما علاقتهم بمعادلاتكم؟ وكلّ الّذي نطلبه مجرّد حياة عاديّة".
كما ذكرت أنّ "بكلّ خيبة أمل، نراكم من تشرين إلى تشرين عائدين إلى نقطة الصفر وكأنّ لا شيء تغيّر، والّذين استقالوا تحت ضربات الثورة وكلّ الّذين انسحبوا من الحكومة، بات لزامًا علينا أن نراهم زعماء للإنقاذ وقيادات ثورة. الطبقة نفسها تعيد إنتاج نفسها".
ونوّهت سكاف إلى أنّه "بعد أن سرقتم أحلامنا واعتقلتم أموال الشعب، تهدّدونه برفع الدعم عن حاجاته الأساسيّة"، متسائلةً: "هل ما زال هناك من حكّام بهذا المستوى؟ تختلفون على ماذا اليوم؟ على استشارات؟ رئيس حكومة مكلّف؟ رئيس يتكلّف ولا قدرة لديه للتأليف، حكومة تصريف لا تصّرف، رئيس ذهب في تشرين الأول وعائد في تشرين الثاني، ثنائي ومثالة ومداورة ودستور يتكسّر تحت دعساتكم"، مشيرةً إلى أنّ "الّذين استحوا ماتوا، لكن أنتم ما زلتم أحياء تتقاسمونا، ونحن جثث وأشلاء".