أشارت صحيفة "الإندبندنت" البريطانيّة، في مقال بعنوان "السعودية تتّخذ خطوات صغيرة ولكنّها حتميّة تجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، إلى أنّ "بعد إعلان الإمارات والبحرين أنّهما ستصبحان أوّل دولتين خليجيّتين تطبّعان العلاقات مع إسرائيل، كانت هناك تكهنات محمومة حول إذا ما كانت السعودية، الّتي يُعتبر ملكها خادم الحرمين الشريفين واقتصادها هو الأكبر في العالم العربي، ستحذو حذوهما".
ولفتت إلى أنّه "ما استبعدَه وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود علنًا، إلّا باتفاق سلام شامل يوافق عليه الفلسطينيّون. لكن الأوقات والآراء تتغيّر، فإنّ ما بدا وكأنّه استحالة خياليّة في الماضي، ربّما لم يَعد الآن مسألة ما إذا ولكن متى". ورأت أنّ "أحد المؤشّرات الواضحة على حدوث تحوّل، هو المقابلة الّتي أُجريت مؤخّرًا على قناة "العربية" مع رئيس المخابرات السعودية السابق والسفير منذ فترة طويلة في واشنطن الأمير بندر بن سلطان آل سعود، الّتي شَنّ فيها هجومًا لاذعًا على القادة الفلسطينيّين، بسبب ردّ فعلهم على الصفقات الخليجيّة الإسرائيليّة".
وأوضحت الصحيفة، أنّ "من جانبها، كانت القيادة الفلسطينية الممزّقة في العادّة، متّحدة في رفضها للاتفاقات، واصفةً إيّاها بـ"طعنة في الظهر" وخيانة. إذ لم تضمن وضع حدّ لبرنامج التوسّع الإسرائيلي، إضافةً إلى أنّها تتعارض مع مبادرة السلام العربيّة الّتي صاغتها السعودية عام 2002، والّتي تنصّ على انسحاب إسرائيل الكامل إلى حدود عام 1967، وأنّ التطبيع مع إسرائيل مشروط باتفاق سلام شامل يوافق عليه الفلسطينيّون".
وركّزت على أنّ "مقابلة الأمير بندر لم تكن هي الإشارة الأولى أو الوحيدة للتغيير. ففي الشهر الماضي، حثّ إمام المسجد الحرام في مكّة، المسلمين على تجنّب "المواقف العاطفية والحماس الناري" تجاه الشعب اليهودي، في خطبة بثّها التلفزيون الرسمي، وهو الّذي ذرف الدموع في الماضي وهو يخطب عن فلسطين ويدعو بالنصر للفلسطينيّين على اليهود "الغازين المعتدين".
ونوّهت إلى أنّ "هذا بالون اختبار من السلطات لردود الفعل أو ربّما محاولة زرع فكرة جديدة. ومع ذلك، فإنّ السعودية، الّتي يمكن القول إنّها أقوى دولة في الخليج، ستكره أن يُنظَر إليها على أنّها تسير على خطى الإمارات والبحرين، لأنّها تقدّم نفسها على أنّها زعيمة العالم الإسلامي، ولديها دور وتقع على عاتقها مسؤوليّة ليست على الدول الأُخرى، وبالتالي سيكون الأمر أصعب عليها بكثير". وأشارت إلى أنّه "كما أوضح الأمير بندر، فإنّ الظروف والأوقات تتغيّر. قد لا تتّخذ السعودية هذه الخطوة في أي وقت قريب، لكنّها تشعر بحتميّتها للمرّة الأولى".