لفت مستشار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، أنطوان قسطنطين، إلى أنّ "ما يقوم به رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من موقعه النيابي والتمثيلي والشعبي، هو عملية تشاور سياسي، وهذا حقّه، ولا علاقة لها مباشرةً بالمسار الدستوري لتشكيل الحكومة"، موضحًا أنّ "الحريري يقوم بالتشاور على قاعدة امتزاج الآراء وجسّ النبض حول إمكانيّات الإنقاذ والمبادرة الفرنسيّة وغيرها من الموضوع، وهذا يعطي حقًّا لرئيس الجمهورية ميشال عون، عندما كان يقول إنّ قبل الدخول في مسار التكليف لا بدّ من القيام بتشاور سياسي، كي يفدي التكليف إلى التأليف".
ورأى في حديث تلفزيوني، أنّ "ما يقوم به الحريري لا يختلف عمّا قام ويقوم به الرئيس عون، لتهيئة الأرضيّة للتكليف والتأليف"، داعيًا إلى "وقف القصف السياسي الّذي يوتّر الأجواء، ولا يؤدّي إلى تطوير المجتمع". وأشار إلى أنّ "رئيس الجمهورية لديه صلاحيّة سياسيّة معنويّة بأن يمتزج الأراء ويستطلعها، لكي يرى ما إذا كانت العمليّة السياسيّة ستؤدّي إلى خدمة المجتمع".
وركّز قسطنطين على أنّه "لا يمكن بأي منطق، أن يطلب الحريري من الآخرين أن يضحّوا ويصبحوا خارج السلطة، فيما يعتبر نفسه أنّه يضحّي لأنّه داخل السلطة"، مذكّرًا بأنّ "خلال لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برؤساء الكتل النيابية، قال لهم إنّ لديهم شرعيّتهم النيابيّة، ولكنّنا ذاهبون إلى خطّة عمل تقتضي وجود حكومة رئيسها وأهلها من أصحاب الاختصاص، لفترة زمنيّة محدّدة".
وأوضح أنّ "الحريري كان واحدًا من الأشخاص الّذين طُلب إليهم أن يتنازلوا، وهو أو أي رئيس حكومة مكلّف يُدرك أنّه لا يمكنه أن يشكّل حكومة من دون أكثريّة نيابيّة تسمّيه وتعطي الثقة لحكومته. والتشاور هو اعتراف بأنّ الكتل النيابية هي طريق العبور الوحيدة لأي مشروع سياسي". وشدّد على أنّه "على المحيطين بالحريري أن يفكّروا أبعد، ولا يمكن تصوير المسألة بأسلوب "أنا المنتظَر"، ونحن سننتظر ما سيُطرح علينا ونَبني على الشيء مقتضاه".
وأكّد أنّ "المبادرة الفرنسيّة مكتوبة باللغة الفرنسيّة ومترجَمة باللغة العربية وتفصيل النقاش مكتوب، وركيزتها أن يجلس رؤساء الكتل النيابية على طاولة واحدة، وأنّ يتمّ الاتفاق على أن يكونوا خارج دائرة الحكومة المقبلة، ولكن أن يكونوا هم الحاضنة السياسيّة لهذه الحكومة ويسهّلوا لها القرار الإصلاحي". ولفت إلى "أنّنا أمام أزمة انقتصادية متراكمة وأمام انهيار معنوي أصاب الللبنانيّين نتيجة انفجار مرفأ بيروت"، مركّزًا على "أنّنا لو التزمنا بالعمليّة الإصلاحيّة منذ عام 2018، لما كنّا بحاجة إلى عمليّة الإنقاذ هذه الّتي أظهرتنا أنّننا دولة فاشلة".
كما أعلن قسطنطين أنّ "تكتل "لبنان القوي" و"التيار الوطني" منسجمان مع المبادرة الفرنسيّة نصًّا وروحًا، ونطلب من الآخرين عدم الخروج عنها". وأشار من جهة ثانية، إلى أنّه "إن لم يصل التدقيق التشريحي إلى الخواتيم المطلوبة، فتكون هناك مؤامرة وعندها على الناس أن تنزل إلى الشارع، نحن نؤيّد الـ"forensic audit" في كلّ الوزارات".