سخر عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب وهبي قاطيشه، في حديث لـ"النشرة"، من الإتهامات التي تم توجيهها إلى الحزب بالعمل على تجهيز 15 ألف مقاتلاً، سائلاً: "أين يمكن إخفاء هذا العدد الكبير من المقاتلين"؟، معرباً عن أسفه لأنه إذا قام "القوات" بتجهيز كشّافة يقولون أنها مليشيا مسلّحة، كما حصل في الفترة الماضية في الأشرفية، مضيفاً: "لو كان لدينا 15 ألف مقاتل كنا سيطرنا على البلد، لكننا لسنا في هذا الوارد ولا نريد ذلك".
واعتبر قاطيشه أن الإتهامات التي توجه إلى الحزب، تعود إلى أنه واضح وصريح، ولا يقوم بعمليات بيع وشراء أو مقايضة على عكس باقي الأفرقاء، مشدداً على أن "القوات" أبعد الجهات عن السلاح اليوم لأنه يعرف ويلاته ولن يعود إليه، قائلاً: "ربما هؤلاء لا يعرفون معنى السلاح، لذلك يقومون بتوجيه مثل هذه الإتهامات"، مؤكداً أننا "جماعة صندوق الإقتراع لا صندوق الذخيرة".
وفي حين شدد قاطيشه على أن من يعمل على "شيطنة" الحزب هدف التأثير على شعبيته في البيئة المسيحية والبيئات الأخرى، على قاعدة التحذير من الإلتحاق به لأنه يحمل السلاح خصوصاً أن له تاريخ من النضال والمقاومة، لفت إلى أن "القوات" لم تستعمل السلاح في أي يوم خارج إطاره الشرعي.
ورداً على سؤال، أوضح عضو تكتل "الجمهورية القوية" أن الحزب غير خائف من تلك الإنتهامات لكنه متنبه لها، مشيراً إلى أنه في الماضي تعرض للإستهداف ممكن كانوا أقوى ممن يقوم بهذه العملية اليوم، قائلاً: "ما يخيفنا أن هؤلاء ممعنين في تدمير البلاد، وبدل العمل على بناء لبنان يلاحقون القوات بالأكاذيب"، مشدداً على أن الحزب يريد بناء الدولة ويقف ضد السلاح غير الشرعي.
من ناحية أخرى، لفت قاطيشه إلى أن التوتر القائم في العلاقة مع تيار "المستقبل" و"الحزب التقدمي الإشتراكي" هو من جانب واحد، مشيراً إلى أن ليس لدى "القوات" أي مشكلة مع الحزب أو التيار، ومؤكداً أن العلاقة بين المحازبين على أفضل حال، في حين أن ليس لدى "القوات" شيء، سواء على "المستقبل" أو على الإشتراكي".
وفي حين أوضح قاطيشه أن الحزب مواقفه السياسية واضحة وصريحة، لا سيما عندما تريد أن تختار رئيساً للحكومة، لافتاً إلى أنه في الإستشارات النيابية الملزمة السابقة اختار التكتل السفير السابق نواف سلام، نظراً إلى أنه محايد ولم يرشح السفير في برلين مصطفى أديب لأنه لم يكن يعرفه، مؤكداً أن التكتل لا يزال على المبدأ نفسه: "إنقاذ البلد يحتاج إلى مستقلين لا علاقة للأحزاب السياسية بهم".
ورداً على سؤال، رأى عضو تكتل "الجمهورية القوية" أنه بحسب ما ظاهر أغلب القوى السياسية عينها على الحكومة، الأمر الذي لن يقود إلى النجاح والإنقاذ، مضيفاً: "يريدون منا أن ننزل إليهم لنقاسمهم الحصص ونحن لا نريد ذلك"، لكنه أشار إلى أن حسم الشخصية التي سيسميها التكتل في الإستشارات يتوقف على الإجتماع الذي سيعقده اليوم.
أما بالنسبة إلى جلسات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية التي تنطلق اليوم، اعتبر قاطيشه أن توقيت الإعلان عن إتفاق الإطار ربما يعود إلى شعور المعنيين في الجانب اللبناني بـ"السخن"، إلا أنه رأى أن المهم هو أن ليس هناك من يتعامل مع هذا الملف بجدية على ما يبدو، مشيراً إلى أن لديهم حساسية على الكثير من الأمور، من الصورة التذكارية إلى أعضاء الوفد، سائلاً: "هل نحن دولة واحدة أو مجموعة من الدويلات لكن منها رأيها الخاص".
وشدد قاطيشه على أن ليست هذه هي الطريقة الفضلى لإجراء مفاوضات متمنياً أن تؤدي إلى نتيجة، لكنه أعرب عن عدم تفاؤله في هذا المجال، معتبراً أن الحديث عن إمكانية أن تقود إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل مضخم، مذكراً بأنه في عز الحرب العالمية الثانية كان هناك مراسيل بين رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل والزعيم الألماني أدولف هتلر.
في ما يتعلق بإحتمال عودة التحركات الشعبية إلى الشارع في المرحلة المقبلة، لفت عضو تكتل "الجمهورية القوية" إلى أن "الشارع تعب لكن النفوس لم تتعب"، لكنه اعتبر أن الشارع "فكك" نفسه لأنه لم يقدم على تبنّي عناوين محددة، بالإضافة إلى الأطماع الفردية التي قادت إلى وجود ما يقارب 250 مجموعة، سائلاً: "هل هذه ثورة أو تجمع لمخاتير"؟.
على الرغم من ذلك، شدد قاطيشه على أن "الناس صدورها عارمة بالثورة أكثر من الماضي"، نتيجة حالة التردّي في الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية، معتبراً أنه في حال الذهاب إلى رفع الدعم أو إنهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار، فإن التحركات في الشارع قد تعود بشكل أكبر.