أكد رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، في حديث لـ"النشرة"، أن التحرك الذي نظمه يوم أمس كان ممتازاً، لا سيما أن الإتحاد لم يدعُ إلى إضراب شامل بل إلى توقف عن العمل وإعتصام أمام المؤسسات والمصالح المستقلة.
وأوضح أن مطلبه الأساسي هو رفض رفع الدعم عن السلع الأساسية: القمح والمشتقات النفطية والدواء، مذكراً بأنّ الإتّحاد كان أوّل من تحدث عن مسألة الدواء بعد لقائه لعدد من المسؤولين، خصوصاً حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، نظراً إلى التداعيات السلبية التي ستترتب على ذلك.
وحذر الأسمر مما يقال عن بيع أصول الدولة اللبنانية أو الذهب، لافتاً إلى أن الحديث كان عن "تبخر" أموال المودعين، بينما يوم أمس كان هناك معلومات عن صدور تعميم جديد يحدّ من نسبة السحوبات، معتبراً أن التضييق على المواطنين يزداد يوماً بعد آخر وأموالهم في المصارف لا يستطيعون الحصول عليها.
ولفت إلى أن رفع الدعم سيقود إلى إنهيار المنظومات الطبية والإقتصادية والتربوية والإجتماعية بشكل كامل، حيث لن يكون بمقدور الشعب تحمل الإرتفاع الهائل الذي سيحصل في الأسعار.
أما بالنسبة إلى الحديث عن عدم قدرة المصرف المركزي على الإستمرار في الدعم، اعتبر رئيس الإتحاد العمالي العامأن من حق اللبنانيين معرفة أين ذهبت أموال المصرف التي كان يتم الإعلان عنها في الماضي، سائلاً: "ما الذي حصل في 17 تشرين الأول الماضي حتى أقفلت المصارف أبوابها وإنهارت المنظومة المالية"؟، مشيراً إلى أن المطلوب تقديم جردة بالأموال إنطلاقاً من حق اللبنانيين بالولوج إلى المعلومات.
ورداً على سؤال آخر، أوضح أن الحكومة التي يريدها الإتحاد هي تلك القادرة على إتخاذ القرارات، للتعاون معها في معالجة مختلف الأزمات القائمة، معرباً عن مخاوفه في حال إستمرار الواقع على ما هو عليه من إنهيار المنظومة الأمنيّة، نظراً إلى أنّه في ظلّ تردّي الأوضاع الإقتصاديّة قد ترتفع نسبة الجرائم والسرقات وإنتشار المخدرات.
من جهة ثانية، رفض الأسمرالحديث عن غياب الإتحاد عن الواجهة في الفترة الماضية، مشيراً إلى أنه يقوم بواجباته في متابعة مختلف القضايا، لافتاً إلى أنه لعب دوراً أساسياً في إعادة تشغيل المرفأ خلال اسبوع واحد، بالإضافة إلى الكثير من الأمور الأخرى، ومؤكداً أن الإتحاد في حالة عمل دؤوب ويتحرك في مختلف الإتجاهات، بالرغم من أن حركته ربما كانت بطيئة لعدة أسباب، منها إنتشار فيروس كورونا المستجد.
وفي حين أكد عودة الإتحاد إلى الساحة، خصوصاً أنه المظلة التي تظلل كل عمال لبنان وجميع المواطنين، لفت إلى أنه موجود في جميع الساحات، مشيراً إلى أن المواطنين الذين شاركوا في "الثورة" هم من العمال والموظفين، ومتمنياً أن يكون طرح "الثورة" المطلب الجامع، أي المطالب الحياتية التي لا يختلف عليها أحد.
بالنسبة إلى العناوين السياسية، أوضح الأسمر أن في لبنان السلطة هي سلطات والحزب أحزاب، مشيراً إلى أنه يفضل ابقاء الإتحاد خارج الإطار السياسي لأن همه مطلبي لا أكثر ولا أقل، معتبراً أنه يتلاقى مع "الثورة" في هذا المجال، من خلال رفضه رفع الدعم أو زيادة أسعار المحروقات على سبيل المثال، لافتاً إلى أن الصراعات السياسية في لبنان أثبتت أن ليس هناك من هو قادر على فرض رأيه على الآخر، في حين أنها لم تؤدِّ إلا إلى الحروب، مجدداً التأكيد على أهمية الإسراع في تشكيل الحكومة.