أشار عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب جورج عقيص إلى أنهم كتكلة "اخذنا موقفنا دون معرفة ما ستؤول إليه المفاوضات، وما سيجري في الأروقة السياسية، لأننا نعرف سلفاً أن هذه السلطة انقلبت على المبادرة الفرنسية بشكل مخجل تجاه الدولة التي مدت يدها لنا وتجاه الشعب"، منوهاً بأ، "من انقلب على المبادرة هو من أصبح بنهاية عهده وبدلاً من إنقاذ صورة عهده المشوهة لدى الشعب، ما زال يوحي بأن كل الحلول السياسية تمر عن طريق صهره، والمسؤول أيضاً هو الثنائي الشيعي الذي أقحم الطائف والميثاقية وقانون الإنتاخاب ويقحم عناصر ليس وقتها الآن".
ولفت عقيص، خلال حديث تلفزيوني، إلى أن "المسؤول أيضا عما آلت إليه الأمور، جهة كانت تقول انها لا تريد الترشح لرئاسة الحكومة وغيرت رأيها دون أن تعرف شبكة الضمان التي أخذتها من تغيير موقفها من حكومة اختصاصيين ولتذهب بناحية الميثاقية، وأن المرشح الطبيعي والوحيد هو رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي تصرف على أنه الوحيد وبدأ لقاءاته".
كما نوه بأنه "نحن كتكتل قلنا أننا لا مشكلة لدينا مع الحريري، لكننا منسجمين منذ 17 تشرين مع المزاج الشعبي. الناس اليوم بأعلى درجات الغضب نتيحة الممارسات بالسنة السابقة، ونحن الوحيدين بالمجلس منسجمين بالمبادرة الفرنسية نصاً وروحاً، التي تقوم على حكومة بمواصفات معينة وثانيا على مهام هذه الحكومة"، مشدداً على أن "المهمة ليست مرتبطة بشكل الحكومة، نحن نقول ان الحكومة التي تقوم على نظيرة سابقاتها، لا يمكن ان تكون مسؤولة عن تنفيذ المهمة المطلوبة منها، لذلك نحن نرى على ان الحل الوحيد بلبنان هو تشكيل حكومة اختصاصيين ومستقلين، ومستقلين اكثر من اختصاصيين".
وشدد عقيص على أنه "إذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري ضد تأجيل الإستشارات، هذا لا يعفيه من مهمته التي كان يجب ان يؤلفها أديب. اليوم ليس الوقت لممارسة للألعاب البرلمانية السياسية التقليدية، لأن الظرف استثنائي وقد جُربت كل هذه الالعاب، وكل أنماط وأشكال الحكومات هي التي أوصلتنا لكل السلبيات التي نراها. دعوا اللعبة الديمقراطية ومن ضمنها أن تتفق القوى السياسية وتقول سنتجاوب مع المبادرة الدولية، وتسهل تشكيل حكومة لا نكون فيها لكن نعطيها الفرصة والثقة والمجال لتنجح".
وأوضح أن "دعوتنا ان يكون هناك صفاء في النوايا ولو لمرة واحدة نظرا لحراجة الوضع الحالي، وأن يُترك هامش واحد لرئيس الحكومة والجمهورية وان تتنحى القوى السياسية، وتمتنع عن فرض الشروط ووضع عراقيل ونسهل عملية التشكيل"، لافتاً إلى أنه "نحن لا نزال نتصرف كحزب سياسي وككتلة برلمانية على اساس ان هناك ثورة قامت بلبنان ولا يمكننا بسبب ركودها غير معروف الأسباب، ان ندير ظهرنا لصوت الشعب، بينما غيرنا يعتبر ان صفحة الثورة انطوت وعادت الساحة للأساليب التقليدية وكأنه بذهنهم انهم يمكنهم تحصيل شيء من هذه الحكومة".
وشدد عقيص على أن "هناك لعديد من نقاط التلاقي بيننا وبين الحريري، لكن في المرحلة الحالية كنا ولا زلنا نقول بضرورة الايستمرار بالبحث عن شخصية مثل أديب تبدأ بالتفاوض من النقطة التي وصل لها، ونبدأ مع الفرنسيين على سحب العراقيل التي وضعها الثنائي الشيعي بوجه أديب، وهذا ما كنا نتمنى ان يحصل، وأن يبقى الحريري على موقفه السابق وان ينأى بنفسه عن هذا المغطس التي بدأت تداعياته مع بدء الاستشارات".
بالتوازي، أوضح عقيص أنه "نحن نقول لهم اخرجوا من الكباش غير المجدي، نحن نقدم الحل لانقاذ الشعب اللبناني الذي يئن تحت وطأة الأزمات، ونرفع الصوت للعودة للمبادرة الفرنسية، في وقت كل الفرقاء حاملين راية المبادرة ولا يفعلون شيء يتوافق معها وهي قمة التضليل"، مفيداً بأن "أهم ما سيُذكر به العهد، هو تعطيله عمل المؤسسات لغايات شخصية وسيتحملون مسؤوليتهم امام التاريخ. فأن يقدم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على تأجيل الاستشارات بصورة غير واصحة فيها مجازفة كبيرة على شخصه وفيها مقامرة لمصير الشعب اللبناني".
وناشد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بـ "وضع الشعب اللبناني أولاً بأول فيما تصل غليه المفاوضات بشأن ترسيم الحدود والشفافية حول كيفية استخراجنا لحقوقنا البحرية، وعملية الترسيم لأن هذا النفط يشكل ضمانة، من دون ان يكون لدينا تخوف من التطبيع. انا اتكلم من منظار المصلحة اللبنانية ومصلحة اجبالنا القادمة، مسألة الترسيم يجب ان تكون بأعلى درجات السفافية والعلنية تجاه الشعب اللبناني".