أكدت مصادر سياسية لـ"الشرق الاوسط" أنه من غير الجائز إخضاع البرلمان لمشيئة شخص واحد، وأن التذرُّع بعدم تأمين الميثاقية في تسمية رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ليس في محله بعد أن قرر الرئيس ميشال عون القفز فوقها بتكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بتشكيل الحكومة، لافتة إلى ان "فرنسا منزعجة إلى أقصى الحدود من الخطوة غير المدروسة التي سيترتب عليها إقحام البلد في دورة جديدة من الاشتباكات السياسية بدلاً من الإسراع بتوفير الشروط لولادة الحكومة الجديدة، ليس لتعويم المبادرة التي أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون فحسب وإنما لمنع لبنان من الزوال بعد أن بلغ الانهيار على كافة المستويات ذروته.
ونقلت المصادر عن جهات دولية قولها إن الانزعاج الفرنسي لم يعد خافياً على أحد، مشيرة إلى ان باريس تدخّلت لدى الحريري ورئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط ونجحت في تبريد الأجواء بينهما، وهذا ما دفع الأخير إلى تسمية الحريري لتشكيل الحكومة، وسألت ما إذا كان لمعاودة التواصل بينهما بإشراف فرنسي قد أسقط رهان رئيس التيار الوطني الحر النائب السابق جبران باسيل ومن خلال عون على أن عدم تسمية رئيس "التقدمي" لزعيم "المستقبل" سيعزّز الاعتقاد بأن الأخير سيعتذر عن تكليفه بذريعة أن من يؤيّدونه ينتمون إلى "قوى 8 آذار"؟.