ناقش الأب بشارة يوسف إيليّا شهادة دكتوراه بالفلسفة في المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية وكان موضوع إطروحة "تلقّي النّصّ الدينيّ الإسلاميّ داخل المجال العربي المعاصر قراءة في المنهج وفق نظرية الأفقين لغادامير اتّجاهات: محمّد عبده – عليّ عبد الرّازق – سيّد قطب" وضمت اللجنة كلّ من الأستاذ الدكتور وجيه قانصو مشرفًا، الأستاذ الدكتور عفيف عثمان رئيسًا، والأعضاء الأستاذ الدكتور اسعد بتديني، الأستاذ الدكتور خنجر حمية، الأستاذ الدكتور علي الشامي.
وبعد مناقشة اجتماع للجنة الفاحصة للتداول وتقييم الإطروحة واعلنت الأب بشارة يوسف إيلّا دكتور في الفلسفة بدرجة جيد جيدًا.
وفي كلمته، رأى الاب ايليا ان "ولوجَ عامِ عشرين عشرين امتيازٌ يستحقُّ أن يسجَّلَ في السّيرةِ الذّاتيّة، وذلك فقطْ إذا خرجْت منها صحيحَ العقلِ، والجسدِ، والإيمان. إلّا أنّكَ مجبَرٌ على التّفلسفِ، والتّفكّرِ، وتأويلِ النّصوصِ، وحتّى العلاقات"، لافتا الى ان "هذه الأطروحةَ الّتي تتناولُ نماذجَ تلقّي النّصِّ الدّينيّ الإسلاميّ، داخلَ المجال العربيّ المعاصر، هي قراءةٌ في المنهجِ، وَفقَ نظريةِ الأفقينِ لغادامير، اتّجهات محمّد عبده، وعليّ عبد الرّازق، وسيّد قطب، وهي محاولةُ تفسيرِ لماذا يُقرَأُ النّصُّ الدّينيُّ الّذي أتى من أفقٍ تاريخيٍّ، قراءاتٍ متعدّدةً متباينةً بينَ الاتّجاهاتِ الثّلاثةِ: التّأصيليّة الكاملة، والإصلاحيّة التّوفيقيَّة، واللّيبراليّة".
ولفت ايليا الى ان "اختيارُ هذا الموضوعِ، وبهذا الاتّجاهِ، دراسةٌ فلسفيّةٌ تأويليّةٌ، محاولةٌ لفهمِ الذّهنيّاتِ الإسلاميّةِ المعاصرةِ الّتي طبعَتْ زمنَنا الرّاهنَ، من حيثُ إنّ هذه الذّهنيّاتِ، لم تكن مجرَّدَ استمراريّةٍ لذهنيّةِ المنطقِ فحسْب، أو مجرّدَ نقلٍ لأقوالِ السّلَفِ، أوِ الفقهاءِ السّابقينَ أو القدماءِ، إنّما للإشارةِ إلى أنّ تلقّيَ النّصِّ جاءَ في سياقِ إيجادِ أجوبةٍ وحلولٍ، للتّعاملِ مع قضايا العالمِ المعاصرِ. وبذلك، يكشفُ لنا خارطةَ التّفكيرِ العربيِّ لإشكاليّةِ الدّينِ، والحداثةِ، ومنظوماتِهِ المعلنةِ والمضمَرَةِ، الظّاهرةِ والخفيّةِ".
واضاف :"إذًا، هذه الذّهنيّاتُ هي نتاجُ الزّمنِ المعاصرِ الّذي تأثّرَتْ به، ونقلَتْ تساؤلاتِه، وهواجِسَهُ، وهمومَهُ، وقلقَهُ، وحَمّلتَهُ النّصَّ الدّينيَّ، ليقدّمَ أجوبةً. فبتِنا نشهدُ اشتباكًا، بينَ الأفقِ التّاريخيِّ الّذي دُوّنَ، وتحقّقَ فيه النّصُّ، وأفقِ المتلقّي المعاصر. هذا الاشتباكُ أو الاتّصالُ بالنّصِّ الدّينيّ، هو ظاهرةٌ معاصرةٌ بكلِّ معنى الكلمة، وليس فعلَ إحياءٍ للقديم، كما يظنُّ بعضُهُم. فبالتقاءِ الأفقين، في عقلِ المتلقّي، يبدو النّصُّ كأنّه وُجِدَ لزمانِنا، وأنّه يكاد ُيحمل ُكلَّ الإجاباتِ الّتي يبحثُ عنها كلُّ مُسلّمٍ. فأُعطيَ النّصُّ الدّينيُّ راهنيّةً فاعلةً ومنافسةً، في تقديمِ الإجاباتِ المتعدّدةِ".
وتابع الاب ايليا :"تتمحورُ نقطةُ ارتكازِ البحثِ حولَ الإشكاليّةِ التّالية: لماذا أدّى تلقّي النّصِّ الدّينيِّ، في الزّمنِ المعاصرِ، إلى توليدِ فهمٍ مختلفٍ، وإنتاجِ معانٍ ودلالاتٍ متناقضةٍ، أحيانًا، وفقَ خلفيّةِ المتلقّي الثّقافيّةِ، والاجتماعيّةِ، والسّياسيّةِ، بمعنى طبيعةِ عقلِهِ الفاعلِ والمتفاعلِ، في خدمةِ مشروعِهِ الخاصّ؟ وهذا سؤالٌ يستدعي المنطلقاتِ الهرمينوطيقيّةَ الحديثةَ، لتفسيرِ هذا الاختلافِ وفهمِه، أي فهمَ ما فهمُ، أو فهمَ عمليّةِ الفهمِ الحاصلةِ؛ بمعنًى آخرَ، فهمُ كيفيّةِ الفهمِ الّتي فُهمَ، فيها، النّصُّ الدّينيُّ. وهذا ما تطلّبَ مني استحضارَ كاملِ العناصرِ الفاعلةِ والمؤثّرةِ في عمليّةِ الفهم. فكان نموذجُ جورج هانس غادامير، في كتابِه "الحقيقة والمنهج" المرجعيّةَ الأنسب. أمّا الغرضُ من اختيارِ نظريّةِ الأفقينِ، تحديدًا، فلأنّها توفّرُ أداةً لمنهجيّةٍ متقدّمةٍ، وأرضيّةَ نظريّةٍ صُلْبةٍ لقراءةِ وفهمِ الأنماطِ الثّلاثةِ، لتلقّي النّصِّ الدّينيِّ، لاستيعابِ المواجهةِ المعرفيّةِ والدّلاليّةِ الّتي حصلَتْ بين النّصِّ القرآنيِّ، والزّمنِ المعاصرِ.
واوضح انه "قسّمنا هذه الأطروحةَ ثلاثةَ أقسام، وكلَّ قسمٍ ثلاثةَ فصول:القسم الأوّل تناولَ عرضَ نظّريةِ غادامير للهرمينوطيقا الحديثةِ، وصولًا إلى نظريّتِهِ في التقاءِ الأفقينِ، وتبيانِ الانصهارِ القائمِ في عمليّةِ الفهمِ، وهي المنهجُ المعتمَدُ في عمليّةِ التّحليلِ، لفهمِ كيفيّةِ فهمِ النّصِّ الدّينيِّ الإسلاميّ، في الزّمنِ المعاصر.
القسم الثّاني تناولَ أُفُقَ النّصِّ، وعمليّةَ التلقّي الأوّلِ، ومن ثَمَّ أُفقَ المتلقّي، في الزّمنِ المعاصر، والتّحدّياتِ المستجدّةَ في ضوءِ أزمةِ الهويّة، وسقوطِ الخلافة، والتّحدّياتِ الداخلية والخارجية، والأسئلةِ الّتي طرحتْها الحداثةُ في المجالِ العربيِّ الإسلاميّ.
أمّا القسم الثّالثُ فقد ركّزَ على تطبيقِ مفاهيمِ الهرمينوطيقا، ونظريّةِ الأفقين، على النّماذجِ الثّلاثةِ: محمّد عبده، عليّ عبد الرّازق، سيّد قطب".
وراى ان "الاتّجاهاتِ تبيّنَ الأساسَ لتلقّي النّصِّ الدّينيّ، في المجالِ العربيِّ المعاصرِ، تتراوحُ بين ثلاثةٍ.
عمِلَا لاتّجاهُ الأوّلُ على التّوفيقِ بينَ الحداثةِ ومكتسباتِها، بعناوينِها الكلّيّةِ، معَ المنظومةِ الإسلاميّةِ، والتّأكيدِ ليس فقط أنّ الإسلامَ بنصوصِه التّأسيسيّةِ هو إسلامٌ جاهزٌ لتلقّي الحداثةِ والتّكيّفِ معها، بل ليؤكّدَ أنّ الحداثَةَ كامنةٌ في صميمِ المفهومِ الإسلاميّ، والنّصِّ الدّينيّ، وذلك بحسبِ الإمام محمّد عبده الّذي جمعَ بين معرفتِه شبهِ الشّاملةِ للإسلام، ومكانتِه الفقْهيّةِ، واطّلاعِه العميقِ والواسعِ على المنظومةِ الغربيّةِ ومشاهدتِهِ لمظاهرِها المتعدّدة".
واضاف :"أمّا الاتّجاهُ الثّاني فيظهرُ من خلالِ النّزعةِ الّتي تريدُ أن تخففَ عنِ المسلمينَ أثقالَ الماضي، وإرثَ الانتظاماتِ السّياسيّةِ السّابقةِ الّتي أعلنَت عن نهايتِها، بسقوطِ الخلافة. وقد عمدتْ إلى إثباتِ أنّ النّصَّ الدّينيَّ تركَ مسألةَ الانتظامِ الاجتماعيِّ والسّياسيِّ، منطقةَ فراغٍ في داخلِه. استخلصَ هذه الرّؤيا الشّيخ علي عبد الرّازق، من خلالِ التقاءِ الأفقينِ، في عقلِهِ. وهي محاولةٌ لإدخالِ القرآنِ في صميمِ قضايا العصرِ ومشكلاتِه. صحيحٌ أنّه عمدَ إلى تأسيسِ حالةِ شبهِ انفصالٍ بينَ المجالِ الدّينيّ، والمجالِ السّياسيّ، وهو انفصالٌ يُشبهُ الثّنائيّةَ الّتي أسّسها توما الأكويني، انطلاقًا من النّصّ الدّينيّ في تثبيتِ مغايرةِ الحقيقةِ الدّينيّةِ للحقيقةِ السّياسيّةِ والتّدبيريّة، أمّا الاتّجاهُ الثّالثُ فعبّرَ عن النّزعةِ الإحيائيّةِ الّتي تؤكّد أنّ الإسلامَ ليس صالحًا لكلِّ زمانٍ ومكانٍ فحسبُ، بل هو منظومةٌ شاملةٌ تحملُ، في طيّاتِها، كلَّ أشكالِ الانتظامِ البشريّ. إنّ هذا التّفكيرَ أرادَ أن يُعيدَ أصلَ الانتظامِ القديمِ للاجتماعِ العربيّ الّذي أسّسه النّبيُّ بنقلِهِ الاجتماعَ القبليَّ، إلى الاجتماعِ الّذي يتمركزُ حولَ الحقيقةُ الإلهيّةُ، حولَ الله الواحدِ الأحد. فقد عمدَ سيّد قطب إلى إعادةِ الاجتماعِ الإسلاميِّ إلى قاعدةِ الحاكميّةِ لله، إنّما بصيغٍ مختلفةٍ، ووفقَ تشكيلاتٍ اجتماعيّةٍ مغايرةٍ لِما كانتْ، عليه، زمنَ النّبيّ، الّذي أرادَ إعادةَ إنتاجِ هذا الانتظامِ الاجتماعيِّ، والسّياسيِّ العربيِّ أو الإسلاميِّ، وفقَ منظورٍ معاصر، حينَ كانتِ الأيديولوجيّاتُ والمنظوماتُ الشّموليّةُ قد أخذت تُروّجُ لنفسِها، في العالم، وتتّخِذُ صبغةً معرفيّةً شموليّةً، بهدفِ التّحكّمِ بكلِّ صورِ الحياة ومظِاهرِهَا".
وراى ان "هذه الاتّجاهاتُ الثّلاثةُ، على الرّغم من تناقضاتها،فإنّها انتاجاتٌ حديثةٌ، جزءٌ من الأفقِ التّاريخيِّ الّذي انطلق منه المؤوّلونَ الثّلاثةُ، أي أنهم، على الرّغم من اختلافِهِم، فإنّنا نجدُهم تبعًا لوضعيّاتِهِم ومسبقاتِهِم، يقفون على أرضيّةٍ واحدةٍ، كما يحاولونَ الإجابةَ عن سؤالٍ واحدٍ، في المعنى الهرمينوطيقيّ"، معتبرا ان "عنصرَ الهُويّةِ كان يُشكّل المحرّكَ الأساسَ، والدافعَ الأساسَ لهذه التّنظيرات، إلّا أنّ هذا التّفكّرَ الحاصلَ أيقظَ المسلمينَ على قضايا وتحدّياتٍ غيرِ مسبوقةٍ، في ذاكرتهِم، ووعيِهِم التّاريخيّ؛ وذلك يعني أنّها لم تكن نابعةً من تجارِبِهم، واختباراتهِم التّاريخيةِ، وإنّما هي مشكلاتٌ طرأتْ، وتجدّدَتْ وَفقَ تحدّياتٍ راهنةٍ، ووفقَ انفكاكِ العُزلةِ، أو شبهِ العزلةِ الّتي كانت قائمةً بين العالمِ الإسلاميِّ والعالمِ المحيطِ به، وخصوصًا العالمِ الغربيّ".
ولفت الى ان "هذه الأطروحةَ لا تهدفُ إلى محاكمةِ أيِّ تيارٍ من التّيّاراتِ الثّلاثةِ، بل جُلُّ ما نبغيه، هو الإحاطةُ بعمليّةِ فهمِ النّصِّ الدّينيِّ، في أثناءِ عمليّةِ القراءةِ، أو عمليّةِ التّلقّي الّتي كانت تحصلُ في الزّمنِ المعاصرِ، وكيفيّةُ استعمالِه وتوظيفِهِ، للحصولِ على إجاباتٍ تخفّفُ من وطأة الأزماتِ، وتروي غليلَ أسئلةٍ مقلقةٍ ومُحيِّرة. فمن الواضحِ أنّ كلًّا من محمّد عبده، وعلي عبد الرّازق، وسيّد قطب، وظّفوا الماضيَ لصالحِ الحاضر، والتّراثَ لصالحِ الزّمنِ المعاصر، وليس كما يظنُّ الكثيرونَ، أنَّهم أرادوا أن يعودوا بنا إلى الماضي، أو أن يدفعوا بنا بخطواتٍ في فراغِ المستقبلِ، إلّا أنّهم عمدوا إلى أن يُعيدوا إنتاجَ الحاضرِ، وفقَ رؤيةٍ معاصرةٍ، تستمدُّ منطلقاتِهِا وأُسُسَها المعرفيّة،َ من لحظةِ التّأسيسِ الأوّلِ، للدّينِ الإسلاميّ، أيّ زمنَ النّبوّةِ، أو زمنَ النّصِّ وتدوينِهِ، وتأويلاتِه الأولى الّتي كانت صالحةً لزمانِها، فيعيدوا تأويلاتٍ تخدمُ مشروعَهم الدّينيَّ والسّياسيَّ، كلٌّ بحسبِ خلفيّتِهِ الثّقافيّةِ والاجتماعيّةِ".
وتابع :"هي مقاربةٌ غيرُ مسبوقةٍ لجهةِ أنّنا كثيرًا ما تعملُ الأدبيّاتُ الحديثةُ والمعاصرةُ، في قراءةِ النّصّوصِ الإسلاميّةِ، أو الفكرِ الإسلاميِّ المعاصرِ والحديثِ، وفقَ ذهنيّةٍ تقويميّةٍ أو معياريّةٍ، لتُصدِرَ أحكامًا عليها، سَواءٌ في خطئِها أم صوابِها، في حينِ لا يتمُّ التّطرّقُ إلى عمليّةِ التّفكيرِ نفسِها، في مكتنزاتِها، وآليّاتِها، وفرضيّاتِها، وتحوّلاتِها، وديناميّاتهِا. كلُّ ذلك في ضوءِ الهرمينوطيقا الحديثةِ الّتي تُعنى بمفهومِ عمليّةِ سيرورةِ الفهم (Processus)، بمعنى فهمِ الفَهم، وهي عمليّةٌ تختلفُ عن تعريفِ الفهمِ التّقليديِّ، أو الفهمِ القديم، الّذي حُصرَ في دائرةِ التّعريفِ اللّفظيّ، أو التّبادلِ الذّهنيّ، أو المعنى الأوّليّ والظّاهرِ للنّصّ، ويبقى السّؤالُ: كيف يقرأُ الإسلامُ، اليومَ، نفسَه، وذاتَه، وكيانَه في التقائه النّصَّ الدّينيّ؟ إنّها معضلةٌ، لا، بل دعوةٌ إلى قراءةٍ توافِقُ دلالاتِ عصرِنا، في ضوءِ ما توصّلتْ إليه العلومُ الإنسانيّةُ، ومسيرةُ الإنسانِ، من تراكُمِ خبراتٍ على هذه البسيطةِ. وأضف إلى ذلك ما أدخلته جائحةُ الكوفيد 19 من ليتورجيّات مستجدّة".
واشار الى انه "ما كان هذا العملُ الشّاقُّ والشّائقُ، والإبحارُ كما الارتقاءُ في فضاء العقلِ الإسلاميّ المعاصرِ، ليتحقّقَ، لولا تصويبُ المسارِ من قِبَلِ الأستاذِ الدّكتورِ المشرفِ وجيه قانصو؛ فالمعاناةُ هانت، والتّضحياتُ عُوّضتْ، من خلالِ كسرِ المسبقات".
وختم :"لَئِنْ كانتِ الكنيسةُ والرّهبانيّةُ الأنطونيّةُ المنفتحةُ على الأخوّةِ الإنسانيّةِ، محفّزي ومشجّعي الأوّلَ على الخوضِ في معترك النّصوصِ والنّفوسِ، فلها أسوقُ كلَّ تحيّةِ محبّةٍ، وشكرٍ، وامتنانٍ؛ ولعائلتي الصّغيرةِ، ولكلِّ الحاضرينَ، على الرغمِ من قلّةِ عددِهِم الّذي فرضَتْهُ جائحةُ كورونا، ألفُ شكرٍ وتحيّةٍ، على أملِ أنْ يكونَ وجودُكم دعمًا لي في المناقشةِ، وشكرًا".