أفادت أوساط مطلعة لصحيفة "الراي" الكويتية، عن أنه لم يكن سهلاً على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن يعلن بين سطور رسالته "لا لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري لرئاسة الحكومة"، وأن يكون مضطراً في الوقت نفسه لتَجَرُّع الكأس المُرّة بحصول الاستشارات النيابية المُلزْمة، التي لا يَحتملُ أثمانَ تأجيلها للمرة الثانية على التوالي، لا داخلياً ولا خارجياً، وأن تبدو عودة الحريري، وكأنها انكسارٌ للرئيس عون الذي كان جلياً أنه تَوجَّه في خطابه إلى حلفائه أكثر من خصومه، بعدما قَفَزوا فوق رغبته بتلازُم التكليف والتأليف وتَفادي تسليف الحريري ورقة تَفَوُّقٍ تُضْعِف الموقع التفاوضي لباسيل، وصولاً إلى ما اعتُبر محاولةً أخيرة لاستدراج طلبٍ من الأحزاب الحليفة بإرجاء الاستشارات والتوجّه إلى النواب ضمْناً بعدم تسمية الحريري فحكِّموا ضميركم وفكّروا بآثار التكليف على التأليف".
ورأت أوساط سياسية أن "الرئيس عون بدا أقرب إلى تلقيم السلاح لمرحلة ما بعد التكليف الذي سيحترم نتيجته إذ لا فيتو لديّ على أحد، وإلى تَوَعُّد الحريري بأنه سيُلاقيه في حلبة التأليف فأنا قلتُ كلمتي ولن أمشي وسأبقى أتحمل مسؤولياتي في التكليف والتأليف، وفي كل موقف وموقع دستوري، وبوجه كل مَن يمنع عن شعبنا الإصلاح".
وإذ اعتبرتْ هذه الأوساط أن مسار التأليف ستشدّه قوتا دفْع متقابلتيْن، خارجية تقودها فرنسا بغطاء أميركي لإمرار حكومةٍ وفق برنامج العمل الذي حددتْه مبادرة الرئيس ايمانويل ماكرون وبنودها الإصلاحية على قاعدة الأولوية لحكومةٍ قبل انهيار الهيكل على رؤوس الجميع، وداخلية تتقدّمها حسابات عون وفريقه بمحو آثار ما ظُهِّر على أنه هزيمة التكليف، ومنْع تَمدُّد الخسائر بتداعياتها المتدحْرجة على وضعيّة باسيل في الانتخابات الرئاسية المقبلة وحتى رفْع بطاقة صفراء بوجه ما بدا محْدلةً محلية أدارت الظهر للتيار الوطني الحر، فإنها دعتْ إلى رصْد ما إذا كان حزب الله في وارد بدء إعطاء إشارة التعويضُ آتٍ للرئيس عون انطلاقاً من استشارات اليوم وذلك عبر عدم تسمية الحريري، ما سيعني اضطرار الحزب إلى الضغط على حلفاء له كانوا أعلنوا عدم التصويت لزعيم المستقبل، وضمان أن يصوّت الآخَرون له. علماً أن كتلاً مثل الطاشناق، بات محَرجاً بتسمية الحريري بعد السقف العالي لكلمة رئيس الجمهورية".