لفت مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، في إيجاز صحفي شاركت فيه "النشرة"، الى أن "شهرا تقريبا مرّ على آخر إتصال. وهذا الشهر كان مليئا بالأحداث، فقد انضمّت البحرين الى الإمارات في التطبيع مع إسرائيل والتوقيع التاريخي على "إتفاق إبراهام" في البيت الأبيض".
وأشار شينكر الى أنه "خلال زيارتي الى لبنان، قمت بإدارة الجلسة الإفتتاحية بين الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية لترسيم الحدود وشكلت هذه المحادثات خطوة ايجابية"، مشددا على أن "الولايات المتحدة ملتزمة بتسهيل التوصل الى اتفاق، وسنعمل كوسيط للمفاوضات الجارية... التقيت أيضا بمسؤولين حكوميين، وركزنا على أهمية تفعيل الإصلاحات التي تفي بمتطلبات الشعب، وكررنا أن العمل في المؤسسات غير مقبول".
وعما إذا كان متفائلا بالوصول الى إتفاق لترسيم الحدود، قال شينكر: "لا أود أن أقول متفائل أو متشائم. أنا سعيد بالجولة الأولى من المحادثات. نأمل أن يتم الوصول الى اتفاق، وأن تكون المشاركة في هذه المحادثات تجري وفقا لنوايا طيبة وجدية"، مذكرا أن "جلسة وحيدة عقدت حتى الان والكثير من العمل الشاق بإنتظارنا، وهذا يتطلب رغبة وإرادة بإتجاه الوصول الى اتفاق، وجدية ورغبة في الإنخراط بمرونة ونوايا طيبة".
وشدد على "أننا منخرطون في لبنان، ونقف مع الشعب اللبناني ومصرون على ضرورة أن تفي كل حكومة في بالبلد بالشفافية والإصلاح ومكافحة الفساد وأن يكون هناك محاسبة على الجرائم التي تم ارتكابها"، مضيفا: "هذه هي الأشياء التي ذكرتها تضعها بلادي كشروط مسبقة لدعمنا وتقديم المساعدة، والفرنسيون طالبوا بالأمور نفسها، ومجموعة الدعم الدولية قالت بوضوح أنه ينبغي الإيفاء بتطلعات الشعب اللبناني".
وعن رأيه بتكليف سعد الحريري تشكيل حكومة جديدة، قال شينكر: "الشعب هو من يقرر حيال الحكومة. لبنان بحاجة ماسة الى إصلاح اقتصادي. لن أعلق على الحريري أو على أي سياسي لبناني. الولايات المتحدة لن تعلق أن تدلو بدلوها في هذا الأمر. بل قلنا أن هناك مبادئ مهمة مثل الإصلاح والشفافية ومكافة الفساد والمحاسبة وأيا كانت الحكومة، فاذا أرادت مساعدة لبنان في الخروج من الأزمة والعودة الى مساره والحصول على ثقة دولية، يجب الوفاء بكل المتطلبات".
وتابع قائلا: "رأينا كلنا الأرقام وهي سيئة تتصل بمسألة الدين ونسبة اللبنانيين تحت خط الفقر. نحن نلتزم بالمبادئ وسوف نتجنب إطلاق الأحكام"، معلنا أن "الولايات المتحدة المتحدة ستستمر بفرض عقوبات ضد "حزب الله" وحلفائه وسنستمر بالسعي لفرضها ضد الذين ينخرطون في الفساد واساءة استخدام السلطة بغض النظر عن المحاثات الجارية بشأن ترسيم الحدود".
من جهة أخرى، أوضح شينكر "أننا عقدنا حوارا مع قطر، وأول حوار مع السعودية منذ العام 2006 كما أطلقنا أول حوار مع الإمارات"، مشددا على "أننا نمتلك روابط بناءة في الخليج والحوارات تعزز العلاقات".
ورأى أن "الحوار مع الإمارات شكل صيغة جديدة ويشكل اطار عمل شامل السياسة الجارية من الدفاع والامن وتطبيق القانون ومكافحة الارهاب والطاقة والثقافة والتعليم وبرامج الفضاء وحقوق الانسان"، معتبرا أن "اتفاق إبراهام أظهر امكانية اطلاق شراكات في المنطقة".
وأكد شينكر "أننا مستمرون في الحفاظ على علاقتنا مع الإمارات والتصدي للتهديدات المشتركة المتمثلة بإيران ودعم ومساعدة حلفائنا"، مضيفا: "حول تطبيع العلاقات لا أود الكشف عن فحوى النقاشات ولكنها مستمرة، والإدارة الأميركية داعمة بشكل كبير لجهود تعزيز العلاقات الإسرائيلية مع دول أخرى في المنطقة ونحن نتطلع الى إنضمام المزيد منها الى اتفاق إبراهام".