لفتت مصادر مقرّبة من بعبدا لـ"الجمهورية" الى انّ ما شهده اللقاء الثلاثي الذي أعقب انتهاء الاستشارات النيابية في قصر بعبدا، والذي ضَم رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري وسعد الحريري، عكس جواً ايجابياً يمكن ان يكون قد بَدا بعدما تمّ تجاوز الكثير من العقد السابقة.
وأشارت هذه المصادر الى انّ "الخطوات الدستورية التي من المفترض ان تبدأ من اليوم، ستشكّل مناسبة لإطلاق مسار جديد في عملية التأليف، وسيشكّل اللقاء الذي سيجمع الحريري مع وفد كتلة "لبنان القوي" برئاسة النائب جبران باسيل محطة تُعيد وَصل ما انقطَع في الفترة الأخيرة بين مكونات الحكومة الجديدة، خصوصاً انّ ما طَرحه بري في اللقاء الثلاثي ووافَقه عون والحريري عليه قد يقود الى فتح صفحة جديدة لا بد منها".
وعلمت "الجمهورية" انّ الحريري عَبّر لرئيس الجمهورية عن نيته التعاون في المرحلة المقبلة، لأنّ ذلك سيكون واجباً على الحكومة من اجل تجاوز الازمة الصعبة والتأسيس لمرحلة الإنقاذ المطلوبة وفق المبادرة الفرنسية والأجواء الدولية الداعمة. وأبلغ الحريري الى عون انّ لديه تصوراً للحكومة المقبلة، وهي ستكون من 20 وزيراً من الاختصاصيين غير الحزبيين توحي بالثقة لدى الداخل والخارج من اجل استعادة الدورة الاقتصادية حركتها الطبيعية.
وفي هذه الأجواء، كشفت مراجع مطّلعة لـ"الجمهورية" انّ عون شَدّد في الاستشارات النيابية على أهمية ان تتولى الحكومة برامج الاصلاحات المحكي عنها، ولا سيما منها التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان كمدخل طبيعي لوصول هذا التدقيق الى مختلف الوزارات والمؤسسات الرسمية ومكافحة الفساد.