أصيب الأسبوع الماضي 5 أشخاص بسبب القنابل العنقودية في قرى حدودية بينها عيتا الشعب، ممّا يدل على انّ بعضها ما زال مطمورا بالأرض، رغم عمليات البحث والتفتيش عنها لازالتها من قبل الجيش اللبناني والفرق الدولية المعنية، وهي لا تزال تمثّل احتلالا مقنّعا يزداد خطرها، الأمر الذي يستدعي زيادة العمل وتوفير الأموال المطلوبة لإزالتها.
آخر ضحايا هذه القنابل كان المواطن محمد حسين غانم وهو من بلدة المنصوري الجنوبية الذي قتل بقنبلة عنقودية إسرائيلية انفجرت به اثناء عمله في برك رأس العين في صور، لينضم الى قافلة ضحايا القنابل العنقودية بعد نهاية الحرب الاسرائيلية على لبنان في آب من العام 2006 والذين بلغوا 60 شهيداً و400 جريحاً ومعوّقا.
ورغم مرور 14 سنة، لم يبقَ من الجمعيات التي تتولى التنقيب عن القنابل في الجنوب الا 4 منها واحدة دولية واثنتان محليتان والكتيبة الإيطالية العاملة في اليونيفل. وبالرغم من ذلك يبقى خطرها يؤرق المزارعين والرعاة والمواطنين ويقف عائقا امام التنمية الزراعية في الجنوب.
تمكّنت الجهات التي تعمل على نزع هذه القنابل من تنظيف 70% من الاراضي الملوّثة بها وبقي 30 بالمئة منها، وهي نسبة لا يستهان بها اذ ان التنقيب عنها بات صعبا للغاية نظرا للعوامل الطبيعيّة من امطار وتقلب في التربة مع مرور الزمن.
في هذا السياق، أوضح نائب رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان ورئيس اتحادات ونقابات مزارعي التبغ في لبنان حسن فقيه، عبر "النشرة"، أن "إلقاء إسرائيل اكثر من 6 ملايين قنبلة عنقودية عشيّة وقف العدوان هو بمثابة اعتداء دائم على لبنان، وهو ان دل على شيء انما على النوايا الإسرائيلية العدوانية ضد كل ما هو حي"، لافتا الى ان "إسرائيل لم تسلّم الخرائط للامم المتحدة وما سُلِّم منها هو عديم الجدوى".
ولفت فقيه إلى أن "امكانات المنظمات المحلية والدولية التي كانت متوفرة منذ 14 سنة تقلّصت، حتى باتت الجمعيات المعنية معدودة، كما تم تقليص الامكانات المادية المخصصة لها ما يعيق عمليات البحث والتفتيش عن القنابل التي تتربص شرّا بالمزارعين والفلاحين والصيادين واصحاب الاراضي"، مضيفاً "نرفع صرخة للمجتمع الدولي وعلى الامم المتحدة تقديم شكوى قانونية وجزائيّة على اسرائيل التي مارست العدوان"، مشدداً على أن "الجيش اللبناني يبذل جهودا كبيرة ولكن الامكانات بسيطة والاراضي الملوثة بالقنابل الاسرائيلية كبيرة".
في سياق آخر، شرحت المزارعة جمانة قاسم من بلدة يحمر، أنه اثناء قيامنا بقطاف موسم الزيتون عثرنا على قنبلة تحت التراب فابتعدنا عنها خشية انفجارها بالعائلة، لان ابن بلدتنا انفجرت به السنة الماضية قنبلة كانت معلقة بشجرة الزيتون فتوفي بعد شهر من معاناته مع الجراح".
من جهتها، طالبت حسنية حريبي، من بلدة زوطر، الدولة "إيلاء هذا الخطر الأهمية القصوى لإزالة كل القنابل العنقودية لانها تعيق التنمية الزراعية وتمنعنا من حراثة ارضنا وزراعتها".